الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (273)
الخائن الأول هو أبو رغال، وهو الشخص العربي الذي أرشد أبرهة إلى مسلك الطريق إلى مكة مقابل المال، حينما عزم أبرهة على هدم الكعبة المشرفة، والكل يعلم بنهايته.
أما الخائن الثاني فهو ابن العلقمي، حيث اتفق مع القائد المغولي هولاكو بالسر، يطلب منه أن يحتل بغداد، وأن يكون له دور في حكم العراق. وعندما وصل هولاكو عند أسوار بغداد قام بقتل الجميع بما فيهم الخليفة، ودمر بغداد تدميرًا شاملًا بشريًا وثقافيًا، أما ابن العلقمي فلم يحصل على أي شيء من هولاكو، ومات بعد فترة قصيرة مقهورًا.
أما الخائن الثالث فهو الملك صالح اسماعيل، حيث كان يحكم دمشق وفلسطين، فطمع في ضم مصر إلى مملكته، وكان يحكم مصرابن أخيه الملك صالح أيوب وزوجته شجرة الدر، فجهز جيشًا كبيرًا، فطلب الملك صالح اسماعيل من بعض ملوك الممالك الصليبية مساعدته على حرب ابن أخيه، فوافقوا مقابل أن يتنازل لهم عن القدس فأعطاهم القدس وعسقلان.
ودارت معركة شرسة بين الجيشين، وموقع المعركة كان عند مدينة غزة، انتصر الملك صالح أيوب على جيش الملك اسماعيل وحلفائه، وواصل تقدمه إلى مدينة القدس وحررها، وظلت القدس عربية حتى احتلت مرة أخرى من قبل اليهود.
أما الخائن الأكبر الآن فهو من يفرّط بفلسطين ويتنازل عن القدس، وهو من طبّع وخان وباع. هو من باع كرامته ودينه وشرفه وعرضه من أجل إرضاء أبناء القردة والخنازير.
ستعود فلسطين والقدس حرة عربية، وليس غريبًا أن يخونها بعض العرب، فقد هُدمت مرتين وتم حصارها ٢٣ مرة وتم مهاجمتها ٥٢ مرة، جميعهم رحلوا وبقيت القدس. ليس غريبا ولا جديدًا علينا خيانة العرب للقدس، الغريب علينا هو لهفتهم للقاء المحتل الغاصب.
حديث شريف
قال صلّ الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا”؛ رواه مسلم.
إن عزمت فبادر
قال ابن الجوزي رحمه الله: أيها العبد :إن عزمت فبادِر ، وإن هممت فثابِر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخر.