جمال أبو حسان
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ابن مجاهد ليس مدلسا يا دكتور أسامة فوزي

جمال أبو حسان
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

الدكتور أسامة رجل أردني من أصل فلسطيني تخصص في الآداب، ومارس مهنتها سنوات عديدة في أكثر من بلد، وهو منشئ جريدة عرب تايمز في أمريكا، وله حلقات كثيرة على منصة يو تيوب، وأكثر حلقاته خليط ما بين السياسة والآداب والاجتماع، وهو في حلقاته يذكر معلومات موثوقة منسوبة إلى صحف عالمية أو وسائل إعلام عالمية، إلا أنه في أحيان كثيرة يخلط الجد بالهزل، وربما كان هذا أرغب للمشاهد حتى لا يقع في الملل.
وقد سمعت من أناس كثيرين بعض يمدح وبعض يذم، وهذه طبيعة البشر، غير أني لم التفت إلى مادح أو قادح له، فقد سمعت منه حلقات كثيرة لم أشهد فيها خروجا عن ما ينبغي أن لا يُخرج عليه، سوى أنني استمعت إلى حلقة من حلقات يوم الإثنين الموافق 4/3/2024م، تحدث فيها عما يتعلق بالحرب الجائرة على غزة، ثم دلف إلى موضوع القراءات القرآنية فأتى بالعجائب غفر الله له، وقد سمعت منه في حلقة سابقة أنه يخالف ما سمي بالتيار الإسلامي لأسباب أنا لا أعلمها ولا أريد ان أعلمها، فمثل هذا الخلاف لا يعنيني بشيء فكل شخص له رأيه، ولكن أريد أن أقف مع هذه الحلقة المتعلقة بالقراءات من عدة جوانب:
1- عرض في هذه الحلقة إلى ابن مجاهد إمام القراء في عصره، وأنه كان من المدلسين الذين تربوا في أحضان السلطات الفاسدة في زمن بني أمية وهم من حفزه إلى تأليف كتابه (السبعة في القراءات) وأقول: يا دكتور أسامة لم يذكر أحد من المؤرخين الإسلاميين ولا من المؤرخين الأدباء أن ابن مجاهد كان مدلسا، ولا أعلم في التراث من وصفه بهذا الوصف، بل كل من قرأت له أجمعوا على القول بأنه (ثقة مأمون) وهذا الوصف يحول بينه وبين أن يكون كتابه في القراءات بوحي من السلطات الفاسدة في زمانه.
2- إن ابن مجاهد لما ألف كتابه لم يأت فيه بجديد، إنما جمع فيه القراءات التي وصلته بالأسانيد التي نقل عنها، وليس قصد ابن مجاهد أن يقول للناس هذا كتابي هو القرآن، لأن هناك قراءات أغفلها ابن مجاهد، وهي مما تواتر نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- القراءات التي ذكرها ابن مجاهد لم يذكرها على أنها من تأليف القراء، وإنما نقلها على أنها مما رواه القراء بالأسانيد الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأحد أن يصرف الناس عن القراءات المتواترة بأي حجة كانت، لأن صرف الناس عن هذه القراءات يقع في الاتهام في دين الشخص الصارف، هكذا نص العلماء المتقدمون، فابن مجاهد لم يفتر على القرآن من خلال جمعه لهذه القراءات، وإن الذي جمعه ابن مجاهد هو شيء من القرآن لا كله، فلم الإنحاء باللائمة عليه؟.
4- القراءات القرآنية شيء والأحرف السبعة شيء آخر، ويبدو أن الدكتور أسامة قد حصل عنده خلط كبير بينهما، لذلك وقع في الخطأ والوهم.
5- سفيان بن عيينة وغيره ممن ذكرهم الدكتور كرؤبة بن العجاج ليسوا من القراء حتى ينقل عنهم القرآن، وليس معنى هذا أنهم متهمون كلا، فسفيان من كبار علماء الإسلام لا يطعن فيه إلا جاهل أو حاقد، ورؤبة بن العجاج شاعر لغوي معروف ولا ينقل القرآن عن اللغويين لأنهم ممن اهتموا بنقل اللغة، وإنما ينقل القرآن عمن أخذه بالأسانيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، نعم هناك اختلاف في بعض القراءات بسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها بهذه الطريقة، وليس لأن هذه الاختلافات بسبب اختلاف اللهجات أو اللغات- والموضوع طويل الذيول ليس هذا محل تفصيله- وكذلك ينبغي التنبيه إلى أنه ليس كل ما صح في اللغة يصح قراءة القرآن به.
6- أخذ الدكتور أسامة يستهزئ ببعض أصحاب اللحى ويقول عنهم (إنهم يحملون مكانس)!! لا شك يا دكتور أسامة أن هذا من الخطايا لأنه يمثل استهزاء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فليست اللحية هي من يأمر أصحابها بالفساد وقديما قيل:
ألا ليت اللحى كانت حشيشا………….فنرعي بها خيول المسلمينا
وهذا لا يعنى أن أصحاب اللحى كلهم على هذه الشاكلة، فإذا كان بعض من يطلق لحيته أطلق معها العنان لفساده وسوء أخلاقه، أو لمتابعته للمفسدين، فهذا لا يعنى أن الأمر بسبب اللحية وإنما لسبب آخر بالتأكيد الدكتور أسامة يعرفه.
وأخيرا إني لأرجو للدكتور أسامة التوفيق في حياته، وأرجو أن يبتعد في حلقاته عن أشياء تجر عليه نقدا بسبب عدم تخصصه، أو بسبب عدم متابعته لهذه الأمور، فإن الدنيا قد احتشدت على الناس بهمومها ولا يدري الإنسان أي هم هو الذي يشغله
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts