الإمام أحمد بن حنبل واللصّ

الإمام أحمد بن حنبل واللصّ

نشرة فاعتبروا  (178)

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

  • جلس الإمام أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض المجرمين، وكان من بينهم لص شهير، وكان هذا اللص يحترم ابن حنبل ويُشفق عليه في محنته، وكثيرًا ما هرّب له طعامًا طيبًا من خارج السجن، وذات يوم لاحظ اللص أنّ ابن حنبل يتألم من جراح التعذيب الكثيرة.
  • فمال عليه اللص وهمس بأذنه قائلا: إنهم يعذبونك أليس كذلك؟، ولكن لعلمك يا مولانا كثيرًا ما عذبوني لأعترف لهم بما سرقت؛ ولكننّي كنت رجلا ولم أعترف أبدًا، كنت أحتمل الضرب صابرًا، أفعل هذا وأنا أعرف أنني على الباطل!، فكيف بك وأنت على الحق؟!.
  • إياك يا مولانا أن تضعف!، يجب ألاّ يكون رجال الحق أقل احتمالا من رجال الباطل، واستمر ابن حنبل يقاوم وكلما ضعُف تذكر كلمات اللص، وظل الإمام سنوات في محنته ثابتا كالجبل، وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد، وخمدت الفتنه وتوقفت إراقة الدماء.
  • وأُفرِج عن ابن حنبل، فمكث في بيته يُعالج من جراحه، ثم تذكر صاحبه اللص، فسأل عنه فقيل له إنه مات، فذهب يزور قبره ودعا له، ثم شاهده في المنام بالجنة فسأله: ما الذي أدخلك الجنة؟، قال: تاب الله عليّ بعد أن نصحتك أن تحتمل العذاب في سبيل إعلاء كلمة الله.!

القرآن الكريم وضبط السلوك

  • هل تعلم أن القرآن الكريم يضبط أفكارنا حين يقول لنا: “إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”، ويضبط تصريحاتنا:”وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ”، ويعلمنا العفو والتسامح:”فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه”، فالقرآن كفيل أن يضبط حياتنا ويحقق لنا حياة السعداء “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ، أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا.

صلّوا في رحالكم

  • فحزنت معه لأمرين، الأول أنني مصابٌ مثله، والثاني صوته ينمّ عن جرح عميق.
  • تصورت أنّه يشكو إلى الله قلّة الناصرين والداعمين، وكأن المساجد يتيمة لا بواكي لها، نعم لأنّهم عمليا يقولون للناس صلوا في بيوتكم، لكن انزلوا إلى  أشغالكم، واركبوا المواصلات فوق بعضكم، وتزاحموا  بالمحال التجارية بدون عدوى لكم.
  • v    صلوا في رحالكم وتكدسوا في أسواقكم، صلوا في رحالكم واختلطوا في أعمالكم، صلوا في رحالكم وصوروا أفلامكم ومسلسلاتكم وتجمعوا في ملاهيكم، صلوا في رحالكم واعملوا ما يحلوا لكم، المهم أن تصلوا في رحالكم، وتسعدوا أعدائكم وخصومكم .
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: