البلاء والابتلاء

البلاء والابتلاء

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (220)

  • كلاهما من الله يبلونا بهما كما الخير والشر، فنحن في هذه الحياة الدنيا في اختبار وامتحان، والبلاء يكون للأمة المسلمة بسبب ذنوبها وإعراضها عن ربّها، فيبلوها الله بشيء علّها تعود لربها راجية الصفح والعفو، والابتلاء هو أخصّ وأقلّ شمولية من البلاء لأنّه خاصّ بالمسلمين الطائعين، كاختبار لهم من أجل التمحيص ورفعة الدرجات.
  •  روى البخاري أن النبي في دعائه الجامع قال: “تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ”، فجهد البلاء هو كل ما أصاب المرءَ من شدة ومشقة، وما لا طاقةَ له به من المصائب والفتن والأمراض والديون والأخبار المنغصة التي تملأ قلبه بالهموم والأحزان والنكد، وقِلَّةُ المالِ مع كثرة العيال.
  •  أمّا درك الشقاء؛ أي أعوذ بك أن يدركني الشقاء ويلحقني، والشقاء ضد السعادة، وهو دنيوي وأخروي: أما الدنيوي: فهو انشغال القلب والبدن بالمعاصي، واللهث وراء الدنيا والملهيات، وعدم التوفيق. وأما الأخروي: فهو أن يكون المرء من أهل النار، فإذا استعذت بالله من درك الشقاء، فأنت بهذا تطلب من الله السعادة في الدنيا والآخرة.
  • أما سوء القضاء: فهو أن تستعيذ بالله من القضاء الذي يسوؤك ويحزنك، ولكن إن أصابك فالواجب هو الصبر مع الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن يحميك الله من اتخاذ القرارت والأقضية الخاطئة، مثل الحكم أوالوصية أو في العدل بين الأولاد أو الزوجات.
  • وأخيرا هو الاستعاذة بالله من شماتة الأعداء، فعَدُوُّكَ يَفْرَحُ إذا حصل لك ما يسوءُك، ويَغْتَمُّ لفرِحُك، فأنت بهذا تسأل الله أن لا يجعلك مَحَلَّ شماتةٍ وسُخريهٍ لهم، فمن الناس من يشمِت بأخيه، فلا يلبث أن يُبتَلى، فقد تشمت بفقير فَتُبْتَلَى بالفقر، فأسأل الله العفو والعافية.

طوق النجاة

  • ينهمر الماء من السماء بقوة كبيرة، ويتفجر من الأرض، حتى تختفي اليابسة تماما، لتصبح الأرض بحرًا كبيرا، يرتفع حتى يغطي الجبال، فهل هناك أمل في نجاة أحد؟!.
  • العقل يجيب: لا نجاة لأحد، الكل هالك لا محالة!، لكنّ القرآن يُجيب: “ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ”، كيف تكون النجاة؟! لا أحد يعلم، فكل حدث تكون النجاة فيه بشكل مختلف عن غيره، تختلف الأسباب والمنجي هو الله.
  • فالأرض تغرق ورغم ذلك ينجو نوح ومن معه في السفينة، وفرعون يعزم على القضاء على موسى ومن معه، فيفرق الله البحر، فيعبر موسى ومن معه، ويغرق فرعون وجنوده.
  • وهاهم قوم لوط تنقلب قُراهم رأسا على عقب، وينجو لوط ومن معه، إلا امرأته، نجاة المؤمنين قانون إلهي، فمهما كانت الصعاب والمعاناة، فهناك طوق نجاة للصالحين.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: