الجرمي لـ “البوصلة”: من قضوا في الزلزال شهداء بإذن الله ونحن “أمّة مرحومة”

الجرمي لـ “البوصلة”: من قضوا في الزلزال شهداء بإذن الله ونحن “أمّة مرحومة”

أكد حرمة اتهام ضحايا الزلزال بأنهم فعلوا المنكرات وعوقبوا على ذلك

عمّان – البوصلة

قال أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ من قضوا في الزلزال الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا هم شهداء بإذن الله تعالى، معبرًا عن أسفه لما يردده البعض من الرجم بالغيب وتوجيه الاتهامات لضحايا الزلزال بغير وجه حق بأنّهم فعلوا المنكرات ونالوا عقابهم على ذلك، وهذا أمرٌ غير صحيح.

وتابع الجرمي حديثه بالقول: إنّ الله تعالى خلق الموت والحياة وابتلى الإنسان بشتى الابتلاءات، فابتلاه بالنعم وبسلبها، وابتلاه بالحسنات وبالسيئات وبالخير والشر، ولكن الذي ينجح في الاختبار هو الشاكر والصابر، من أصابته السراء فشكر، ومن أصابته الضراء فصبر، هذا هو الموفق.

ولفت إلى أنه في عقيدة المؤمن أن كلّ ما يصيبه يكفر عنه السيئات، “حتى الشوكة يشاكها”، كما قال عليه الصلاة والسلام.

وأشار الجرمي إلى أنه عندما قرأ يومًا أبو بكر الصديق رضي الله عنه قول الله تعالى: “من يعمل سوءًا يجزى به”، يعني استشكل المعنى وهل كل من عمل سوءًا سيعاقب مباشرة، وهذا أمر لا يستطيعه البشر، فقال له عليه الصلاة والسلام: رحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن أليس يصيبك اللأواء فإنّ ذاك بذاك”.

إقرأ أيضًا: الجرمي يطالب الأوقاف بالدعوة لصلاة الاستسقاء

وأكد أنّ ما يُصاب به المؤمن من ابتلاءات ما هو إلا تمحيص وتنقية وتطهير ورفعة درجات، وما يجريه الله في الكون من مظاهر الزلازل والبراكين، هي مظهر لقوة الله تعالى التي تردنا إلى تعظيم الخالق سبحانه، ونحن نقرأ هذا المعنى في القرآن واضحا: (إذا زلزلت الأرض زلزالها)، و(إن زلزلزة الساعة شيء عظيم)، و(يسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفا)، (إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت)، فهذه المظاهر التي يستغربها غير المؤمن، ولكن المؤمن بالنسبة له هذه لمحة من لمحات قوة الحق التي لا يعرف قدرها إلا هو سبحانه.

الدكتور إبراهيم الجرمي: من يتهمون شهداء الزلزال يخبطون خبط عشواء وهذا لا يجوز

نِعَم ونِقَم

ولفت إلى معنى آخر مهم، بقوله: هذه الزلازل قطعًا ويقينًا إنّ لها فوائد في الحياة ولكنّنا لا نعرفها، لكن نحن لا نرى منها إلا المظهر الذي يعنينا بأنها أوقعت ضحايا وفعلت بنا، ولكن كم لها من خير في استخراج مكنونات الأرض، من المعادن مثلاً، وتنفيس الطاقة الضخمة في عمق الأرض، ولا ندري ما لها من فوائد.

واستدرك بالقول: لكن في سبيل ذلك تكون ابتلاءات، فهنيئًا للصابرين، وورد في الحديث وهوبلسم وشفاء لأمّة الإسلام، وعليها أن تستبينه، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من خصائص هذه الأمة فقال: (أمّتي أمةٌ مرحومة، ليس لها عذاب في الآخرة، وعذابها في الدنيا في الزلازل والفتن والقتل).

وأشار الجرمي إلى أنّ هذه الأمّة المرحومة في الآخرة، ستبتلى وتفتن في الدنيا، وهنيئًا للصابرين، أمّا الذين قضوا تحت الردم والهدم فهؤلاء شهداء بإذن الله تعالى، وأقدارهم معلومة وبإذن الله سيكافئهم الله مكافأة عظمى، حيث ورد في الحديث: “عندما يعطي الله ثواب أهل البلاء في الآخرة يود أهل العافية لو قرضوا بالمقاريض”.

وقال: إذن ليس هناك سوى استقبال هذا الحدث بالصبر لأنه ليس لنا قدرة على دفعه وليس لنا قدرة على فعله، فليس إلا الرضا وأن نقول: “لله الأمر من قبل ومن بعد”.

يجب على المسلم أن يستعد للابتلاء

ولفت الجرمي بالقول: طبعًأ هذا أمرٌ إيمانيٌ محض، لأنّ الله يريد من الإنسان أن يكون يقظًا، فعندما تهبّ الريح يقول: أسألك من خيرها ومن خير ما أرسلت له، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت له، وعندما كانت تتجمّع السحب في السماء فكان النبي عليه الصلاة والسلام يخاف، فيسأله الصحابة لماذا تخاف يا رسول الله، فيقول: ما الذي يؤمنني أنه ليس بعذاب.

وشدد بالقول: “إذن، بدلاً من أن نخبط خبط عشواء ونتهم الذين سقطوا شهداء في هذا الحادث الأليم، ونقول لعلهم فعلوا المنكرات، فنقول: لا يجوز لأحد أن يفترض ذلك، وهذا من رجم الغيب”.

إقرأ أيضًا: “أبو بكر” يدعو لهبة رسمية وشعبية أردنية لإغاثة متضرري الزلزال

واستدرك، “لكن يكفي أن تشعر بذنبك أنت الذي تعلمه، عد إلى نفسك وابحث في أخطائك ولعلّ خطأ أصابك، ولا يجوز أن نتهم الناس، ولكن نقول لله ابتلاءات يبتلي بها عباده، ومثل ذلك حصل في أيام الصحابة، أيام سيدنا عمر رضي الله عنه، وكذلك الطاعون المدمّر الذي حصل في زمنه”.

وختم الجرمي حديثه لـ “البوصلة” بالقول: رحم الله من فقدناهم وبإذن يالله يتقبلهم شهداء وداوى الله الجرحى ورفع عنهم هذا المصاب، وثبتنا على الحق، فهذا اختبار لأهل الإيمان، ونسأل الله أن ننجح جميعنا لا سمح الله، حتى لا نقع في ردّ القضاء والقدر بسفهٍ وطيش، وحفظ الله الجميع”.

إقرأ أيضًا: الجرمي لـ “البوصلة”: لا بدّ من دعمٍ نفسيٍ وإيمانيٍ وماديٍ للمتضررين في اللويبدة

إقرأ أيضًا: “العموش” يدعو الدول الإسلامية الغنية لتصدر إغاثة متضرري الزلزال

ارتفاع عدد الضحايا في تركيا وسوريا جراء الزلزال

أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع وفيات كارثة الزلزال إلى 20 ألفا و665 شخصا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في مركز تنسيق إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” في هطاي، الجمعة، حيث أكد أن الأمة التركية تواجه كارثة غير مسبوقة.

وأضاف قوجة أن عدد الإصابات جراء الزلزال ارتفع إلى 80 ألفا و88 شخصا.

كما ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 3553 قتيلا و5276 مصابا، جراء الزلزال الذي وقع قبل أيام.

وقالت وزارة الصحة في النظام السوري، في بيان، إن “عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1387 وفاة و2326 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: