الحوارات لـ “البوصلة”: الأردن مطالبٌ بجعل الاحتلال يدفع ثمن جرائمه في الأقصى

الحوارات لـ “البوصلة”: الأردن مطالبٌ بجعل الاحتلال يدفع ثمن جرائمه في الأقصى

عمّان – رائد صبيح

طالب المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” الدبلوماسية الأردنية بضرورة أن لا تمر جرائم الاحتلال في الأقصى وفلسطين دون أن يدفع ثمنها غاليًا، مشددًا على ضرورة أن يصعد الأردن حدة خطابه ضد الاحتلال ويلوّح بقطع العلاقات الدبلوماسية من باب “أضعف الإيمان”.

وقال الحوارات إنّ ما يمارسه الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القيم وكل الأعراف وحقوق أي مجتمع في أن يمارس عباداته بحرية بعيدًا عن العنف أو القمع.

الاحتلال لا يفي بالتزاماته

وتابع الحوارات بالقول: هذا يؤكد مرةً أخرى أنّ “إسرائيل” لا تلتزم بأي تعهد تقطعه على نفسها حتى لو كان بضمانة دولية كما حصل في “العقبة” و”شرم الشيخ”، وهذا يدلل على عدم احترامها للأطراف التي وقعت واتفقت معها، على إحداث تهدئة في المسجد الأقصى والأماكن المقدسة والقدس.

إقرأ أيضًا: الحوارات لـ “البوصلة”: نتنياهو سياسيٌ لا يوثق به وزيارته للأردن لن يتقبلها الأردنيون

وشدد على أنّ “ما تقوم به قوات الاحتلال يجب أن يرقى إلى مستوى “جريمة حرب” لأنّ إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع داخل مناطق مغلقة مخصصة للصلاة قتلٌ عمد ليس إلا”.

وأضاف، “بالتالي يجب أن تعاقب دولة الاحتلال، لكن مع الأسف لا يوجد أحد يعاقبها، فالمجتمع الدولي يتغاضى عن أفعالها رغم أنّه يرى بأمّ عينه ما تفعل، لكنّه للأسف الشديد لا يبدي أيّ بالٍ لما تقوم فيه”.

د. منذر الحوارات: يجب على الأردن الذهاب للمجتمع الدولي بشكلٍ أكثر فعالية والتهديد بقطع العلاقات مع “الاحتلال”

موقف أكثر حزمًا وصرامة

وأشار الحوارات إلى أنّ “الموقف الأردني، يجب أن يكون أكثر حزمًا وصرامة, ويجب أن ترتفع حدة الخطاب الأردني لتطال العلاقة مع دولة الاحتلال، لأنّ هذه التجاوزات تمس بالأردن وامنه واستقراره، كما تمس بالمقدسيين”.

واستدرك بالقول: لكن تلك التجاوزات أيضًا تضع الموقف الأردني والأردن بموقف شديد الحرج أمام المواطنين الفلسطينيين والأردنيين والمقدسيين بشكلٍ خاص، لأنه كانت دائمًا الالتزامات الأردنية بالوقوف إلى جانبهم، وبالذات أنّ الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة يفترض أنها تلتزم وتقف بطريقة حاسمة ضد هذه الاعتداءات”.

إقرأ أيضًا: الحوارات يقرأ لـ “البوصلة” أزمة دولة الاحتلال ويستبعد سقوط نتنياهو

وأوضح قائلا: “أنا أعلم أنّ الموقف ضعيف في القدس بسبب تواجد قوات الاحتلال وهي تتعامل مع مدنيين، لكن لا بد من موقف حازم وتشعر فيه دولة الاحتلال أنها تخسر، وأنّ أفعالها بالفلسطينيين وفي القدس لن تمر بدون أن تدفع ثمنّا على الأقل وإن كان ثمنًا دبلوماسيًا بعلاقاتها مع الأردن وغيره من الدول”.

وقال الحوارات: برأيي يجب على الأردن أن يذهب للمجتمع الإقليمي والدولي بشكلٍ أكثر فعالية وأن يهدد بالعلاقات السياسية مع دولة الاحتلال، وأن يصعّد في كل المجالات، لأنّه “بلغ السيل الزبى” ودولة الاحتلال لا تقف عند حد، بل تتجاوز كل الحدود التي يمكن الصبر عليها، والتعامل معها، وهذا يتطلب تكاتفًا ووقوفًا غير متردد تجاه دولة الاحتلال.

إدانة بأشد العبارات

وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين دانت بأشد العبارات إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبةً إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، أن اقتحام المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين يعد انتهاكاً صارخاً، وتصرفاً مداناً ومرفوضاً، مطالباً إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.

إقرأ أيضًا: الحوارات: الاحتلال قبض ثمن “قمة العقبة” مبكرًا والأطراف العربية فشلت

وحذر من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمّل إسرائيل مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمصلين.

وشدد المجالي على أن “إسرائيل” تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.

جلسة طارئة لمجلس الأمن

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الخميس جلسة طارئه مغلقة بطلب من الأردن وفلسطين؛ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وقالت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن الطلب الأردني الفلسطيني جرى بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين.

مئات المعتقلين والمصابين حصيلة العدوان الصهيوني على الأقصى

من الجدير بالذكر أنّ حصيلة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمصلى القبلي، ليلة الثلاثاء وفجر الأربعاء، وصلت إلى أكثر من 200 إصابة و500 معتقل.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس في بيان، صادرٍ عنها وصل “البوصلة”، إن طواقمها في القدس تعاملت مع 12 إصابة خطيرة خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المسجد الأقصى وخارج أسوار المدينة المقدسة من بين أكثر من 200 إصابة حصيلة هذه الاعتداءات خاصة داخل المسجد القبلي والمسجد الأقصى المبارك، مبينة انه تم نقل عدد كبير منهم إلى المستشفيات.

من جهته، أكد مركز معلومات وادي حلوة في القدس، أن عدد المعتقلين في أحداث اقتحام الأقصى، وصل إلى نحو 500 معتقل، حيث تم نقلهم جميعهم بالحافلات إلى مركز “عطروت” للتحقيق معهم”.

وأوضح المركز أنه وبحسب المتابعة الأولية سيتم الإفراج عن معظم المعتقلين بشروط أبرزها الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: