الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (271)
قصص سورة الكهف يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربع في الحياة: فتنة الدين في قصة أهل الكهف، فتنة المال في قصة صاحب الجنتين، فتنة العلم في قصة موسى والخضر وفتنة السلطة في قصة ذو القرنين.
وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن.فالعصمة من فتنة الدين: تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.
والعصمة من فتنة المال:تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.والعصمة من فتنة العلم:
هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.والعصمة من فتنة السلطة: هي الإخلاص لله في الأعمال وتذكر الآخرة.
آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة، (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) .
يقول الشيخ الطنطاوي
“فمن رأيتموه ينسى فضلَ والديهِ، أو يُسيئُ إليهما، ولو بكلمةِ أفٍ فلا تثقوا به، ولا تعتمدوا عليه؛ لأنّكم مهما أحسنتم إليه، فلن تبلغوا معشارَ ما أحسن إليهِ والداهُ، فإذا نسيَ فضلهما وجحدهُ؛ فهل تأملونَ أن يذكرَ فضلكم، ويحفظَ معروفكم؟ “فَلَاتَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا“.
لا تبرح الباب
لا يُخيّب الله من سَعى، ثقْ بالوصُول ما دُمت تُجاهد، وبِالفرج ما دُمت تَرضى، وبالإجَابة ما دٌمت تسأل وتلحّ، لا تملّ .لا تَبرح الباب، لا تَخذُلك عَجلتُك في المُنتصف، لا تقف ! وقَد بدا النّور قريبًا، واصل المَسير، وتوكل على الله ، إن الله على كل شيء قدير.”
ذكر الله
إن الذكر نور للذاكر في الدنيا،ونور له في قبره، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط،فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى .