د. عمر طه
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

القطاع السياحي إلى أين؟

د. عمر طه
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع سقوطاً بهذا الشكل للقطاع السياحي، والذي يعتبر الأكثر قساوة منذ عقود، فالضربة التي جاءت بعد نشوة كبيرة ونمو غير مسبوق للقطاع عالمياً ومحلياً، امتازت بأنها لم تُبقي ولم تذر دولة من ظلالها الثقيلة، على عكس ما كان يحدث من شد وجذب بين أسواق السياحة العالمية، فسقوط سوق لعوارض سياسية أو بيئية في الشرق كان ينعش سوق آخر في الغرب. ويمكن القول بأنها كارثة سياحية عالمية ثقلت وطأتها بفجائيتها وحدتها التي جعلت اتخاذ إجراءات تكبح جماح أضرار هذا الوحش الفيروسي أمراً بالغ التعقيد.

تلك الجائحة العالمية أحدثت صدعاً تتوسع أضراره بشكل متفاقم، وتلحق خسائر وتكاليف باهضة باقتصاد دول العالم كافة، لتتفاقم المشكلة لأكثر من مجرد عارض صحي عابر، وهو ما سيسفر في المستقبل القريب عن انكماش وأزمة اقتصادية عالمية من غير سابق إنذار.

ما هي الحلول؟

لا تلوح بالأفق أي مؤشرات إيجابية في الوقت الحالي، حيث تتعمق مخالب هذا الفيروس في جسد القطاع السياحي من دون استثناء، والتقارير والإحصاءات تتحدث عن خسائر باهظة حالياً وأكثر كلفة مستقبلاً.

سيكون العاملون هم الضحية الرئيسة مع بدء المنشآت باتباع سياسات التقليص، حيث أشارت تقارير صادرة عن منظمة النقل الجوي (الاياتا) أنه سيتم الاستغناء عن أكثر من ثلث العاملين في القطاع الجوي، ولا يبدو الوضع أحسن حالاً في قطاع الضيافة، فالأرقام ستكون أكثر دسامة مع الشلل الشبه التام فيها.

فرضية السيطرة على العدو القادم من الشرق أصبحت مستحيلةً في أكبر الدول المصدرة للسياح، والذين بدورهم سيصبحون هم مصدر العدوى للدول المضيفة، وبالتالي فرض قيود صحية إجبارية، مما يعني عائقاً في انسياب السياحة للمناطق الأقل تضرراً ممن فرضت شروطاً صارمة للحد من انتشار العدوى. ولا ننسى الإرهاق المادي الذي سوف تعانيه البلدان المصدرة للسياح أصلاً والتي تعمل حالياً على إعادة ترتيب الأولويات المالية لديها نتيجة انكماش الفائض المالي للأفراد والحكومات.

يكمن الحل والخلاص لانتشال العالم من هذا الكابوس المظلم بسرعة إيجاد لقاح للفيروس المليوني وإيقاف نشاطه الارهابي. ربما يبدو العالم بحاجة إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى؛ فالعدو مشترك هذه المرة، والمصيبة عامة، وأضرارها لم تسلم منها دولة عظمى أو صغرى، والحلول المطروحة حالياً جلها وقائيّة، تجذب القطاع السياحي لأزمة أكبر.

السياحة تمرض ولا تموت

المحزن أن القطاع السياحي يدخل غرفة الإنعاش لكن المبشر أنها ليست المرة الأولى، ولن يلفظ أنفاسه الأخيرة بل سينهض من جديد كعادته، إلا أن العملية ستطول وقد تحتاج شهوراً أو سنوات مع المضاعفات الإقتصادية والصحية لكوفيد 19.

بالتأكيد جميع الحلول المطروحة لضخ الدماء في العروق مرهونة بالنتائج المستقبلية لتطور المرض والسيطرة عليه، ولا يسعنا حالياً سوى الترقب والانتظار.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts

Comments 1

  1. ALMOMANI says:

    أحسنت التعبير دكتورنا الفاضل،،،
    نتمنى بأن تنتهي هذه الازمه قريبا، وتعود الحياه من جديد، وينتعش هذا القطاع الحيوي، وكذلك جميع القطاعات في أردننا الحبيب،،،
    حماك الله يا أردن وطنا، وقائدا، وشعبا…