الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (219)
- يقتل الراحة و يمنع السعادة، له أربعة مظاهر، احذروه. لا ترى له ملامح، ولا تشعر له بأي أعراض، إذا تمكن منك، فسوف يضرك. هذا المرض الخطير هو مرض التعود على النّعمة، أي أن تألف نِعمَ اللهِ عليك، وكأنها ليست نِعَما،وتفقد الإحساس بها كأنها حقٌ مكتسب.
- وأن تتعود الدخول على أهل بيتك، و تجدهم في أحسن حال، فلا تحمد الله على هذا كله، وأن تشتري ما تشاء ولا تشكر المنعم، وأن تستيقظ كل يوم وأنت في أمان وصحتك جيدة لا تشكو من شيء، دون أن تحمد الله! فأنت في هذه الحالات في خطر! وإذا سُئِلت عن حالك، فلا تقل: لا جديد؛ فأنت في نعمٍ كثيرة لا تحصيها قد جدَّدها الله لك كل يوم، فواجب عليك حمده.
- فكم من آمنٍ أصبح خائفًا، وكم من صحيحٍ أصبح سقيمًا، وكم من عاملٍ أصبح عاطلًا، وكم من غنيٍ أصبح محتاجًا، وكم من مبصرٍ أصبح أعمى، وكم من معافى أصبح عاجزًا. وأنت جدد الله لك النعم، فقل شكرا لله على نعمائه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
على قدر عطائك يفتقدك الآخرون
- روعة الإنسان ليست بما يملك بل بما يمنح، فالشمسُ كتلةٌ من نار، لكنّها أعطت الكون أجمل ما لديها، فلا غنى عنها، وبعض الناس كمفاتيح الذهب، يفتحون كل قلب بحُسن كلامهم، وروعة مشورتهم، وكريم أخلاقهم، فالأخلاق؛ هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل. فما أجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عطر أخلاقك الجميلة.
لا يأسَ مع الدعاء
- قد تُظلِمُ الدنيا في وجهك ممَّا تُلاقيه من الشدائد، وقد تشعُر بيأسٍ وألَمٍ في قلبك ممّا تُعانيه من تتابع البلاء عليك وطوله، فتذكر قوله تعالى: “قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ”، فما عليك إلّا الدعاء والتوبة والاستغفار وطول المُناجاة، فلا يأسَ مع الدعاء، ولا قنوط مع الرَّجاء، ولا حُزْن مع الثقة في الله، ولا شقاء مع قوَّة التعلُّق به، ولا همَّ مع حُسْن الظنِّ في الله، ولا ضعْف مع صِدق التوكُّل على الله، “قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ”.