أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

المساعدات المجنّحة: شكر واستفهام

أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

شكرا لصانع القرار في الأردن على إطلاقه بساط الريح الذي ألقى حمولته على شواطئ غزة مؤخرا ، مما يشكل قدره ثلاثة أضعاف ما قدمته  ثلاث دول أخرى كل على حدة ، ونحن حقيقون بهذا السبق فنحن وفلسطين شركاء الفرح والترح ، ولنا فيهم خؤولة ولهم فينا مصاهرة ونسب ، وقد جرى التنافس بين الجهود الشعبية التي هتف لها الغزيون شكرا واحتفالا، والجهود الرسمية التي بدأت بشحنات دواء للمستشفى الميداني الأردني ، ويومها تمنينا أن تصحبها شحنات غذاء ، وقد كان والحمد لله .

وسنظل ننادي بمضاعفة المساعدات وشفْعِها بالجهود الدبلوماسية المكثفة لوقف العدوان وقفا كليا لا مؤقتا ، فبالمساعدات الغذائية نحارب المجاعة التي تهدد مليون طفل غزي ، وبالجهود الدبلوماسية نضع حدا لهذه الحرب التي سفكت دماء نساء وأطفال وشيوخ لا طاقة لهم بهذا العدوان الغاشم الذي يعبر عن نزق الصهاينة وضيقهم بما حل بهم من هزيمة عسكرية ومعنوية .  

أما استفهامنا فإنه ربما يذهب بحالة النشوة التي نحس بها ونحن نرى البسمة ترتسم على وجوه أطفال جياع تلقوا شيئا من حمولة بساط الريح الميمون ، فإن كانوا هم أطفالا أبرياء لا يعنيهم إلا وصول طعام يتقوّتون به،  فإننا كبار عقلاء نميز ما ينبغي أن يكون عليه الأمر سعيا لحفظ كرامتنا وإرغام أنف عدونا ، لقد امتطينا الرياح لنوصل المساعدات إلى أهلنا في غزة ، أليست الأرض التي طرنا فوقها أرضنا نحن العرب المسلمين ؟ أليس المعبر بين الرفحيْن عربيا صرفا لا يخضع أصلا لسلطة الصهاينة ؟ أليسوا مهدرين لكرامتنا وهم يقفون على المعبر لمنعنا من إدخال الشاحنات المكدسة المملوءة بما يعيد الحياة لغزة بإذن الله لو اجتازت فوصلت إلى مبتغاها ؟  إذن فلماذا الإذعان لإرادة هذا العدو اللئيم الذي يقصد تحدي العروبة كلها والإسلام؟

إننا نملك الأرض وما فوقها من فضاء ، والعدو إذ يسمح لنا بالطيران لإلقاء المساعدات يريد أن يسجل أنه صاحب الكلمة العليا ، فهو يمنعنا من السير على الأرض ولا يمنعنا من إيصال ما لا يسد الرمق من المساعدات ،  وله هدفان ماكران : الأول أن يشعر بالانتصار على إرادتنا فهو يجبرنا على ما يريد دون ما نريد ، والثاني أن لا تكون المساعدات كافية ليظل سلاح التجويع قائما في سبيل الوصول إلى التركيع ، وفي كلا هدفيه إهدار لكرامتنا وشهادة على عجزنا .

لست هنا في مقام التنظير ، فالأمر جلل ، والأمة كلها في امتحان يعني رسوبها فيه أنها غير موجودة ، فلا أقل من إجبار هذا العدو الذي لا يفهم غير لغة القوة على الرضوخ للتخلية بيننا وبين معبر رفح ، فنحن العرب لسنا ضعفاء بالمفهوم العسكري، ومعنا دولة تسبق دولة الاحتلال في الترتيب العسكري العالمي ، ومعنا حق لو تسلحنا به كما تسلحت المقاومة بعزيمتها وحقها لكسرنا أنف هذا العدو ولما اضطررنا أن ننقّط المساعدات فوق أهلنا المجوّعين تنقيطا .

سنظل نشكر الجهود المبذولة لإنقاذ أهلنا من الجوع المميت ، لكننا نذكّر أنفسنا أن حاجتنا إلى الكرامة مقدمة على حاجتنا وحاجة أهل غزة إلى الطعام والشراب .

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts