المومني يكشف لـ “البوصلة” السبب غير المعلن لزيارة رئيس وزراء العراق للأردن

المومني يكشف لـ “البوصلة” السبب غير المعلن لزيارة رئيس وزراء العراق للأردن

أكد أنها تحمل اعترافًا عراقيًا صريحًا بأهمية الدور المركزي للأردن في الإقليم والعالم

عمّان – رائد صبيح

أكد الخبير الإستراتيجي وأستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية، الدكتور حسن المومني، في تصريحاته لـ “البوصلة” على أنّ زيارة رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني للأردن تحمل دلالاتٍ سياسيةٍ بالغة الأهمية، وعلى رأسها الاعتراف العراقي الصريح بالدور الأردني الوازن والمؤثر في الإقليم والعالم، مشددًا على أنّ أحد أهم الأسباب غير المعلنة للزيارة هي سعي حكومة السوداني لتبديد مخاوف الإدارة الأمريكية وهواجسها من خلال العلاقات القوية التي تربطها بالملك عبدالله الثاني والأردن.

وقال المومني: ننطلق من قاعدة أنّ هناك سياقًا إستراتيجيًا يحكم العلاقة الأردنية العراقية، وكلا البلدين لديهما رهانٌ على هذا المعنى، بغض النظر عن التجاذبات الإقليمية التي تؤثر على العراق، معبرًا عن اعتقاده بأنّ الأردن منذ عام 2003 منفتح على العراق كدولة، وعلى كل مكوناتها السياسية والاجتماعية والدينية والعرقية، ولو بدرجات.

الأردن منفتح على مكونات الدولة العراقية

ولفت إلى أنّه “صحيح أنّ السوداني بلا شك كان مرشح الإطار التنسيقي، وهذا الأمر له اعتباراته، لكن الأردن يتعامل مع العراق كدولة مهما كانت مرجعية قيادات الدولة وأركانها، وجميع مكوناتها”.  

د.حسن المومني: أعتقد أنّ الأردن يستطيع أن يلعب دورًا مهمّا في تنقية هذه الحالة غير الواضحة بين الحكومة العراقية الحالية والإدارة الأمريكية

وأوضح المومني أنّ الإطار التنسيقي يضمّ مجموعة من القوى السياسية والدينية والاجتماعية العراقية المختلفة، والأردن يتمتع بعلاقات جيدة مع كثيرٍ من هذه المكونات، وحتى أنّه يرتبط بعلاقات قوية مع بعض أطرافها مثل رجل الدين العراقي عمّار الحكيم.

واستدرك بالقول:ليس الأردن فقط من يحمل الهواجس والتخوفات، بل كذلك دول الإقليم والعالم وشركاء العراق، خاصة بعد وصول السوداني عبر الإطار التنسيقي الذي يضم بعض الجماعات والمليشيات المحسوبة على “إيران”، الأمر الذي يبعث على الخوف من أن يصبح تابعًا لإيران، خاصة وأنّ العديد من وزراء هذه الحكومة حُسبوا على إيران.  

أسباب الزيارة

وقال المومني: بتقديري الأردن لا يحمل تخوفاتٍ بقدر ما يتعامل مع العراق كدولة، ولكن أهمية الزيارة جاءت لأسبابٍ متعددة: اولها تؤكد على عمق العلاقات والرهان الإستراتيجي لكلا البلدين على بعضهم البعض، في هذا الجانب، ولا ننسى أنّ هذه الزيارة هي أول زيارة للسوداني خارج العراق.

وتابع بالقول: هذا يعطي مؤشرًا على أهمية العلاقة الأردنية العراقية، ويعطي مؤشرًا على أنّ الحكومة العراقية حريصة كل الحرص على العلاقة مع الأردن، وكذلك حريصة على الاستفادة من الدور الأردني الوازن في المنطقة.

إقرأ أيضًا: المومني لـ “البوصلة”: الانفتاح على العراق مصلحة أردنية إستراتيجية بامتياز

 وأضاف المومني: نحن نعلم أنّ هناك شراكات إستراتيجية تجمع الأردن والعراق ومصر والعديد من الدول، والأردن لعب دورًا كبيرًا في مسائل مكافحة الإرهاب والاستقرار، وأيضًا استعادة الدور العراقي في المنطقة.

“هذه الزيارة من الأهمية بمكان، ويجب أن ننظر للأهمية التي حظيت بها الزيارة من خلال استقبال الملك عبدالله الثاني وولي العهد لرئيس الوزراء العراقي في المطار ثم الاجتماع كان له رمزية في القصر بهذا السياق”، على حد تعبيره.

هواجس أمريكا والتطورات العالمية

كما لفت المومني إلى أنّ “هذه الزيارة تأتي على خليفة تطورات على الصعيد العالمي، وبتقديري الشخصي، هناك أمرٌ لم يكن معلنًا، لكن سببها هو اللجوء للدور الأردني الفاعل والوازن إقليميًا ودوليًا لمساعدة الحكومة الحالية والعراق على تبديد المخاوف التي تُطرح في هذا الجانب”.

وتابع حديثه بالقول: وخاصة أن الولايات المتحدة التي أبدت تحفظها في عددٍ من التقارير على بعض وزراء حكومة السوداني، والأردن اليوم يتمتع بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية الحالية والملك له احترامٌ كبيرٌ وعلاقة وثيقة جدًا بأركان الإدارة الأمريكية والمشرعين الأمريكيين.

“اعتقد أنّ الأردن يستطيع أن يلعب دورًا مهمًا في تنقية هذه الحالة غير الواضحة بين الحكومة العراقية الحالية والإدارة الأمريكية وتبديد المخاوف في هذا الجانب”، والحديث للمومني.

وختم تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: هذه الزيارة أيضًا فرصة لما تمّ الاتفاق عليه أردنيًا مع الحكومات العراقية السابقة في هذا الجانب، وبالتالي هي من الأهمية بمكان في سياقها الإستراتيجي وسياقها الثنائي وسياقها الإقليمي، وهو اعترافٌ عراقيٌ بامتياز من قبل رئيس الوزراء الحالي بأهمية الدور الأردني، حقيقة سواء كان في التعاون الثنائي أو الموضوع الإقليمي، وأعتقد أنّ هذه الزيارة كانت ناجحة بامتياز ولها دلالات كثيرة تحدثنا عنها.

إقرأ أيضًا: الشمري لـ”البوصلة”: هذه شروط نجاح حكومة السوداني والشارع العراقي قد يسقطها

ويرى الكاتب الصحفي عبدالله المجالي في مقالته بصحيفة “السبيل” أنه ومع ذهاب الكاظمي برزت مخاوف من تغير سياسة العراق، وما أثار القلق أن السوداني بدأ عهده بإقالة العديد من المسؤولين المقربين من الكاظمي، كما أن داعميه من الأحزاب والمليشيات لم تكن راضية تماما عن سياسة الكاظمي ومشاريعه الإقليمية.

ولفت إلى أنّ “اختيار السوداني أن تكون عمّان محطته الخارجية الأولى له دلالة، وهو ما قد يعني التزاما عراقيا بعمقه العربي، والتزاما بتمتين وتوطيد العلاقات التي تطورت خلال الفترة الماضية”.

يذكر أنّ الأردن والعراق ومصر عقدت مؤخرًا اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية تتمحور غالبا حول الطاقة والتجارة والاستثمار، في تحالف أصبح يطلق عليه اسم “الشام الجديد”.

ويهدف مشروع “الشام الجديد” في المقام الأول إلى إنشاء خطوط لنقل النفط والغاز من العراق إلى منطقة خليج العقبة الأردنية على البحر الأحمر ومنها إلى مصر ثم إلى الأسواق النهائية، بحسب “الأناضول”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: