خبيرة تربوية تقرع جرس الإنذار حول “ظاهرة الغياب” في المدارس

خبيرة تربوية تقرع جرس الإنذار حول “ظاهرة الغياب” في المدارس

عمّان – البوصلة  

أكدت الخبيرة التربوية بشرى عربيات على ضرورة التوقف عند “ظاهرة الغياب” في المدارس، خاصة ذلك الغياب الذي يكون بدون عذرٍ موجب أو دون مبرر وتأثير ذلك على العملية التعليمية، مشددةً على ضرورة تفعيل الأدوار الرقابية للجهات المختصة وللأهل في البيوت وذلك تفاديًا لوقوع “كوارث” لا قدّر الله بسبب استفحال هذه الظاهرة مؤخرًا.

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: نقرأُ ونسمعُ كثيراً عن عدد الأيام المسموح بها بغياب الطلبة، وقد قرأنا مؤخراً تحديد تلك الأيام، بحيث لو تجاوز الطالب العدد المقرر – بدون عذر – فسوف يعتبر راسباً في ذلك العام، ولكن يبقى السؤال، ما الجديد في ذلك؟ وهل يتجاوزُ الطلبة الأيام المسموح بها؟ أم أنها فعلاً ظاهرة تستحق الوقوف عندها، وبحث الأسباب الموجبة لمثل هذه القرارات؟ أو بالأحرى علينا أن نبحثَ الأسباب الموجبة للغياب غير المبرَّر!

ولفتت إلى أنّ الحكاية في بداية كل عام، وفي بداية كل فصل دراسي، وقبل العطلة وبعدها، إذ نسمع أن الطلبة – من الجنسين – يقررون غياب يوم أو يومين في نهاية رمضان على سبيل المثال لا الحصر، بالإتفاق مع المعلمين أو المدرسة، من يراقب هؤلاء؟؟

المستشارة التربوية بشرى عربيات: التعامل التربوي الصحيح مع الطلبة من شأنه أن يعالج مشكلة الغياب غير المبرر والمشاكل النفسية لدى الطلبة

وقالت عربيات: مما لا شك فيه أن هناك بعض المعلمين والمعلمات في كثير من المدارس الحكومية والخاصة عبارة عن أشخاص طاردين للطلبة وذلك ليس بالأقوال، بل بالأفعال، بسبب أسلوب التعامل مع الطلبة بطريقة غير تربوية، وقد يتحكم فيها المزاج أحياناً، وأحياناً أخرى يتحكم بها الجانب المادي، أو الشكل وما إلى ذلك، الأمر الذي يُشعر الطلبة بعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، لذلك أؤكد دائماً في حديثي ومقالاتي على أن الشهادة الأكاديمية ليست كافية للإلتحاق بمهنة التعليم، إذ لا بد أن تكون هناك شهادات سلوكية في كيفية التعامل مع الطلبة ومهارات التواصل مع الآخرين

واستدركت بالقول: ربما يقول قائل، هذه طبيعة البشر، ربما هي كذلك لكن المعلم المربي ينبغي أن يكون حريصاً على كل كلمة تقال، وعلى كل إشارة، ذلك لأن الغياب غير المبرر ليس هو النتيجة الوحيدة لمثل هذه السلوكيات، إذ من الممكن أن يصلَ الأمر لأعراض نفسية تظهر على الطلبة، قد تصل إلى نتائج لا يُحمد عقباها

إقرأ أيضأ: خبيرة تربوية: “التقويم” المختزل في بعض مدراسنا بحاجة لتقييمٍ جذريٍ فوريٍ

وتابعت حديثها: بالتأكيد أن المعلمين ليسو السبب الوحيد لغياب الطلبة، إذ يضاف إلى ذلك غياب دور الأسرة، والإستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوجيا، الأمر الذي أدى إلى انفلاتٍ كبير في المنظومة التربوية داخل الأسرة والمدرسة وفي كافة أنحاء المجتمع، لذلك صرنا نسمع ونقرأ عن قوانين للحدِّ من عدد أيام غياب الطلبة، لكن من يحاسب؟ ومن يراقب؟؟

وأضافت بالقول: هل تعلمون أن هناك قاعدة تحت عنوان ” إن تدفع تترفَّع ” مطبقة بشكلٍ غير مرئي في كثير من المدارس الخاصة – بمختلف برامجها –  بحيث توحي للطلبة وأولياء الأمر أنه حتى لو تجاوز الطالب أو الطالبة عدد أيام الحضور أو حتى لو لم يتقدم لامتحانٍ ما، فسوف ينجح ويترفع، ونتساءل لماذا ترتفع نسبة فقر التعلم بشكلٍ لافت؟  فمن يراقب!!

وعبرت عن أسفها من أنّ هناك الكثير من الطلبة وصلوا الصف الثامن أو التاسع، لا يتقنون القراءة ولا الكتابة، وما هذه الكلمات باللغة الإنجليزية التي نسمعهم يتخاطبون بها في الشوارع والمحلات التجارية سوى فقاعة صابون لا تبني عقلاً ولا فكراً ولا أوطاناً، لقد تعلموها من لغة ” الشات ” أو من بعض المواقع، أو ربما في المدرسة!! فلماذا الحضور إلى المدرسة؟؟ فكم من غيابٍ في الحضور، وكم من حضورٍ في الغياب!! سواءً كانوا معلمين أو طلبة، إذ قد لا يتجاوز بعض المعلمين – أو الموظفين بشكلٍ عام –  أيام الغياب خوفاً من خصم الرواتب، لكن الأهم هو كيف يكون الأداء في الحضور؟؟ سؤالٌ كبير وخطير، لذلك كتبتُ كم من غيابٍ في الحضور، ترى أجساداً بلا عقول، بدون أدنى رغبة في العطاء.

ونوهت قائلة: أما بالنسبة لبقية العبارة، كم من حضورٍ في الغياب، فقد رأيتُ وسمعتُ عن إحدى المعلمات، في مدرسةٍ حكوميةٍ، التي اضطرت يوماً للغياب بسبب حالة وفاة، لكنها كانت قد رتبت مع الطالبات بتنفيذ مهام خلال الحصص – في حال الغياب الذي لم يكن محدداً بالتأكيد – بحيث – على الأقل – تقوم إحدى الطالبات بالإشراف على الباقي، وحل بعض الأسئلة دون الحاجة إلى معلمة لإشغال الفراغ وقد كان ذلك، حتى إن مديرة تلك المدرسة أصابها الذُّهول، أثناء جولتها الصباحية على الصفوف حين رأت طالبة الصف الثامن تديرُ الحصة، وقد علمت لاحقاً بغياب المعلمة وبما قامت به تلك المعلمة من إعداد تربوي يليق بالتعليم، فهل من متابع؟!

وقالت عربيات: غيابٌ، وحضور، غيابٌ أم حضور؟ صحيح أن هناك فرق بين حرف ” الواو “وأداة “أَم” ليس هذا المهم، الأهم هو أن نتساءل لماذا الغياب المتكرر، وأين يقضي الطلبة أوقاتهم؟ إذ أن ليس كل الطلبة الغائبين في منازلهم، وهنا تبرز أهمية دور المجتمع بأكمله في الحدّ من ظاهرة الغياب، إذ لا يجب أن يقبل أحدهم عمالة الأطفال، ولا يجب أن  تستقبل المقاهي والمولات طلبة خلال ساعات الدوام، والحديث يطول عن الأماكن التي يتواجد فيها الغائبين من الطلبة!! فهل من منتبه؟ أو متنبِّه؟؟

وشددت في ختمام حديثها لـ “البوصلة” على أنّه ليست الفكرة في رسوب عام، في حال تجاوز عدد أيام الغياب، الفكرة الأخطر تكمن في أسباب الغياب، وأين يتواجد الطلاب، فهل نقرعُ الجرس؟ – ليس جرس المدرسة بالتأكيد – حتى لا ينطلقَ بقية الطلبة الحاضرين ليغادروا المكان! نريدُ أن نقرعَ جرس الإنذار حتى نتفادى وقوع الكوارث، إنها مسؤوليتنا جميعاَ، فهل من مبادر؟

تطبيق حد جديد لعدد أيام الغياب

يذكر أنّ وزارة التربية والتعليم تعتزم في العام الدراسي المقبل تطبيق حد جديد لعدد أيام غياب طلبة المدارس، وفقا لوزير التربية عزمي محافظة.

وقال محافظة، في تصريحات لبرنامج “صوت المملكة”، منتصف الشهر الماضي، إنّ الحد الأقصى للغياب الطالب لسبب قهري أو مرضي سيكون 10% سواء بعذر أو بدون؛ أي من تجاوز 20 يوما من الغياب يفصل ويرسب في صفه أو يحرم من التقدم لامتحان الثانوية العامة.

وأكّد، أنه يتم رصد الحضور والغياب في جميع مدارس الأردن يوميا وإرسال السجل للوزارة؛ وفي حال تم اكتشاف فرق فيما هو موجود على أرض الواقع وما يرسل يتم الحساب وهذا مناط بمديري المدارس والمعلمين.

وأشار إلى وجود أسس نجاح ورسوب للطالب، حيث كان يسمح للطالب سابقا نسبة غياب 20%؛ أي 40 يوما طيلة العام الدارسي أي 8 أسابيع إذا كان الدوام 5 أيام في الأسبوع.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: