من كتاب خواطر علمية للدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله
جعل الله الأفهام والعقول متفاوتة القدرات في المجال الواحد، متنوعة المواهب بمختلف الفنون والعلوم. فجاء التباين بينها واسعاً والاختلاف كبيراً. فاستوعبت حكمة الله مختلف الأذواق والميول، وأشبعت جميع المستويات، وغمرت كافة الأفهام. وعلى كثرة الاكتشافات العلمية وتعددها، إلا أنه مع كل اكتشاف جديد، أو ثورة علمية حديثة، تنفتح المزيد من الآفاق لإبداع العقل البشري، وتوسيع مداركه، وتضخيم علومه ومن ثم اختراعاته واكتشافاته… وهكذا.
ولهذا لا يمكننا القول أننا – معشر البشر- قد بلغنا كمال العلم، في أي مجال من المجالات، أو فن من الفنون، فكلما ازداد الإنسان علماً ازداد معرفة بمقدار جهله، ومن ثم ازداد تواضعاً، ويبقى دائما فوق كل ذي علم عليم، تتطاول الأعناق إلى الاقتباس من علمه، وتشرئب إليه القلوب، وتتوق النفوس إلى الاستزادة منه. وهنا يكمن السر المحفز الذي لا يتوقف، لطلب العلم والبحث عن المزيد، واكتشاف ما لم يُكتشف بعد، لأنه دائماً هناك المزيد. وهناك آياتٌ من آيات الله الكونية، تكمن في كل علم من العلوم، تنتظر العالم الذي يعقلها، ويخرجها للناس لعلهم ينتفعون بها ويعتبرون، ورحم الله “أبا العتاهية” إذ قال:
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ
وهذا يضع كل ذي فن وعلم وتخصص أمام مسؤولياته، في إعمال كل ما أعطاه الله من قدرةٍ ذهنية ٍ وفكريةٍ في مجاله، للإتيان بالجديد المفيد، على أرضية تفعيل عبداة التفكر، والمنهجية الإسلامية في التفكير.
لقراءة الكتاب: https://bit.ly/3q5aMsF