ماجد الطبّاع.. مهندس المحبّة والإجماع رحل تاركًا أثرًا طيبًا في قلوب الجميع

ماجد الطبّاع.. مهندس المحبّة والإجماع رحل تاركًا أثرًا طيبًا في قلوب الجميع

عمّان – رائد صبيح

لا تقف الكلمات التي يرثيه بها زملاؤه ومحبوه وكلّ من عرفه عن قربٍ ممّن أتاحت لهم الفرصة الالتقاء به عند وصف نقيبٍ سابقٍ لاكبر نقابة في الأردن، بل ترتقي وتحلّق ليتملكك الشعور بأنّك أمام قامةٍ بحجم الوطن، وقائدٍ يملك من رصيد الحب ما لم يكن أحدٌ ليعلم “كشف حسابه” الحقيقي وملاءته إلا بعد أن رحل إلى رحمة الله المهندس ماجد الطبّاع.

يقول نقيب المهندسين الأسبق عزام الهنيدي في تصريحاته لـ “البوصلة“: “نترحم على الأخ الكبير الكريم المعلّم نقيب المهندسين السابق المهندس ماجد الطبّاع، فرحمه الله وغفر له وأسكنه المكانة العالية في عليّين وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”.

ويضيف الهنيدي: كان الأخ ماجد الطباع من خيرة الرجال وجمع من الصفات والأخلاق والمناقب الشيء الكثير، والذي قلّ ما يتوفر في إنسانٍ واحد.

ويتابع بالقول: كان رحمه الله قريبًا ودودًا سهلاً ميسرًا طيب الكلام هادئًا عفيفًا نظيف اليد زاهدًا، مترفعًا عن المناصب ولم يكن يتقدم لها بل يقدمه للمناصب الآخرن لثقتهم به.

ويتحدث كيف أنّه أصبح نقيبًا للمهندسين وكان عليه إجماعٌ كاملٌ دون أيّ خلاف، وخلال الفترة التي عمل فيها نقيبًا للمهندسين قدّم الكثير من وقته وجهده، وكان قريبًا على المهندسين متواصلاً مع الجميع، وكان عمله يسبق قوله، وكان لجهوده ثمارٌ عظيمة في نهضة النقابة وتقدمها والدفع بها للأمام بشكلٍ  واضحٍ وملحوظ.

ويلفت الهنيدي إلى أنّ المهندس ماجد الطباع رحمه الله كان متعاونًا مع الجميع، وكان يشاور المهندسين في كل ما يهمّ نقابتهم، ويحرص على عقد لقاءات كثيرة جدًا مع كافة المستويات خاصة فيما يتعلق بصندوق التقاعد، وتقدم بتعديلات للنهوض بصندوق التقاعد وتجاوز الأزمة التي بدأ يمرّ بها الصندوق، ولو ووفق على هذه التعديلات في حينه لما واجهنا اليوم مشكلة كبيرة بهذا الصندوق، ولكن مع الأسف كان هناك تحشيدٌ كبيرٌ لإفشال هذه المقترحات التي تقدم بها الأخ الحبيب ماجد الطباع.

ويستدرك بالقول: “لو اردت الكلام، لن نستطيع إحصاء ما جمعه من المناقب والأخلاق رحمه الله”.

ويضيف، إنّ سعة صدره الكبيرة تظهر جلية في تفهمه وحكمته، وكان من الموفقين والمقربين بين مختلف وجهات النظر وعمل مترفعًا عن أي انحيازٍ لجهة دون أخرى، بل ترفع عن جميع الألوان وجميع الخلافات وكان محبوبًا من الجميع، على مختلف توجهاتهم وأفكارهم وألوانهم كانوا مجمعين عليه.

ويؤكد أنّ الإجماع والحب الذي حظي به المهندس ماجد الطباع كان منقطع النظير في الحقيقة، وكان يسعى على إزالة الخلافات في الوسط الهندسي لإدامة وحدة الصف والكلمة في نقابة المهندسين.

ويقول الهنيدي : أذكر حالات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وكيف كان يتواصل مع الجميع ويعمل مع الجميع ويشاور الجميع من مختلف توجهاتهم.

ويلفت إلى أنّه رحمه الله لم يكن يترك إلا أثرًا طيبًا في نفس كل من يتعامل معه أو يعمل معه، وأقولها صادقًا أنّ الرجل يدخل إلى القلب ويحب، لما تشعر به من أخلاقٍ عالية يتصف بها من صدق وبعد عن المنافع الشخصية والمناصب والمكاسب.

وينوه الهنيدي إلى أنّ الطباع قاد النقابة لدورة وأبدع خلال تلك الفترة، وكنا نتمنى جميعًا كمهندسين أن يكمل الدورة الثانية كما يتيح له القانون، ولكنّه أصر على زهده بهذا المنصب ورفض العودة لدورة ثانية، وطلب أن يتقدم آخرون لهذه المهمة، ورغم أننا زرناه في بيته وتحدثنا إليه لفتراتٍ طويلة لكنّه تمسك بعدم الترشح مرة أخرى لمنصب النقيب.

ويختم بالقول: “نسأل الله أن يتقبل منه وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة”.

مهندسٌ صلبٌ في الدفاع عن الحق

أمّا القيادي في القائمة البيضاء بنقابة المهندسين، المهندس حامد العايد، فيقول لـ “البوصلة” في رثاء المهندس ماجد الطباع: نسأل الله أن يعظم أجرنا وأجر جميع محبي المهندس ماجد الطباع وأن يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنّة.

ويضيف، وأمّا الحديث عنه فحقيقة يطول، والصديق العزيز والأخ الحبيب المهندس ماجد الطباع أبو طارق من خيرة من عرفت من الناس بأخلاقه العالية جدًا.

ويشدد العايد على أنّ المهندس ماجد الطباع شخصٌ كريم النفس سخيٌ في طباعه راقٍ في أخلاقه، يأتي على نفسه ولا يجعل أحدًا يغضب منه أو يحزن بسببه.

ويستدك بالقول: ولكنّه مهندسٌ صلبٌ في دفاعه عن الحق والمبادئ والمثل والأخلاق، وهو حقيقة مثالٌ في نظافة اليد والنزاهة والأمانة والأخلاق العالية.

ويختم العايد حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجعل مثواه الجنة”.   

المهندس الأمين على المهنة ومصالح الناس

أما من عرفة من خارج النقابة، فإنّ لهم بحقه شهادة عظيمة على اخلاقه وحبه لخدمة وطنه وإخوانه، فيقول الدكتور أحمد الشحوري بحقه: “إنا لله وإنا إليه راجعون، هكذا هم الطيبون ، مهما عاشوا فإنك تحس أنهم ماتوا شبابا”.

ويضيف بالقول: “المهندس ماجد الطباع نقيب المهندسين السابق إلى رحمة الله، عرفته رجل عمل عام رصينا، مهذبا،مبتسما لإخوانه  من عمل معه أثنى عليه”.

ويستذكر من مناقبه الطيبة موقفًا طيبًا شخصيًا بحقه، فيقول: له عليّ يد، فيوم أشرفت بنتي على التخرج من كلية الهندسة حار دليلنا في اختيار المكتب الهندسي الذي يقبلها لكثرة المهندسين المتدربين ، فلما كلمته لم يتردد في الموافقة ، وحين شكرته على قضائها وقت التدريب اللازم أحسست أنه كان يدرب ابنته وأنه مسرور لحصولها على مرادها من الخبرة العملية وقد أوصى بها المهندسات الموظفات في المكتب خيرا.

ويختم الشحروري بالقول: “المهندس ماجد الطباع لم يخدم زميلا ولا مئة، بل كان أمينا على المهنة زمنا احترف فيه عملا كان يعتبره عبادة، رحمك الله أبا طارق ، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

وفجعت الأوساط الأردنية برحيل نقيب المهندسين الأسبق المهندس ماجد الطباع الذي وافته المنيّة بساعة متأخرة مساء الثلاثاء بعد معاناةٍ من وعكة صحية ومرضٍ ألمّ به، وشهدت تلك الفترة تعاطفًا واسعًا في أوساط الأردنيين وحملة كبيرة للتبرع بالدمّ للرجل الذي عرف عنه أنّه لم يبخل يومًا على مهنة الهندسة والعاملين فيها ولا على الوطن وأهله بكلّ ما في يده من مالٍ وما في عقله من فكر ونضج وحكمة للارتقاء بهذا الوطن وأهله إلى أعلى مكانة.

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والأسى على رحيل المهندس ماجد الطباع، واستذكر نشطاء مواقع التواصل مواقف الرجل وسعيه الدؤوب ومثابرته لخدمة نقابة المهندسين وخدمة الوطن، في الوقت الذي لم يغفل لحظة واحدة عن دعم القدس وفلسطين وأهلها ووضع كل إمكانيات نقابة المهندسين لدعم أهل فلسطين.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: