محادين لـ “البوصلة”: العيد فرصة لتعزيز قيمة التآزر بعيدًا عن المعاني المادية المجردة

محادين لـ “البوصلة”: العيد فرصة لتعزيز قيمة التآزر بعيدًا عن المعاني المادية المجردة

عمّان – رائد صبيح

أكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ حلول عيد أيام عيد الفطر السعيد هي فرصةٌ للتأكيد على قيم التآزر والتساند الحقيقي التي جاء ديننا العظيم لترسيخها وتعزيزها كواجبٍ دينيٍ وإنسانيٍ، لافتًا في الوقت ذاته إلى ضرورة أن يعذر أصحاب الأرحام والأقارب بعضهم بعضًا إن كان هناك تقصيرٌ في تقديم “العيديات” والهدايا الماديّة بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها جميع أفراد مجتمعنا.

وقال محادين: لنؤكد أنّ المجتمع العربي الأردني تأثر بكثيرٍ من عناصر التغيير الوافدة إليه، ولعلّ أصعبها ما يعرف بسيادة القيم الفردية أي أنّ الإنسان يعتقد أنّه هو أولاً ولكنّه ينسى أنّ اكتمال إنسانيته لا يكتمل إلا بتفاعله مع محيطه بدءًا من أسرته مرورًا بأقاربه في المنطقة الجغرافية وبالإنسانية جمعاء.

وتابع بالقول: بالتالي نجد أن في الأعياد تسديدًا لجهد دينيٍ والتزامٍ بخلقٍ مميزٍ قائم على التكافل مع الآخرين ومساندتهم وعمل الإسناد الاجتماعي للضعفاء منهم إضافة لأداء الواجبات الدينية، مشددًا على أنّ هذه المنظومة المتكاملة التي شكلت هوية الإنسان المسلم حريةٌ بأن تستكمل نضوجها من حيث طبيعة تقديم الفرح والتهاني في الأعياد.

أ.د.حسين محادين: القيم العليا في العيد يجب أن تتقدم على المعاني المادية المجردة حتى نتمم المعاني النبيلة للعيد وتقديم العذر للآخرين

واستدرك محادين بالقول: لكن يجب أن نذكر بأنّ الظروف الاقتصادية الضاغطة على الناس، تقتضي من الأبناء والأهل وكل من يندرجون تحت صلة الرحم بأن يراعوا ظروف الآخرين، فالالتزامات كبيرة، فالناس الذين خرجوا من رمضان ومن قبله وهم منهكون اقتصاديًا ونفسيًا.

وقال محادين: لذلك علينا أن نتممّ هذه الفرحة الدينية بكل معانيها النبيلة بأن نعذر الآخرين ونذكر بالمقولة الشائعة (يا ضيف ما كنت معزب)، أي أنّ كلا منّا يمكن أن يمر بظروف استثنائية.

إقرأ أيضًا: محادين لـ “البوصلة”: أحوج ما نكون اليوم لعودة “الوجدان الشعبي” لقيم التكافل

ولفت إلى أنّ “الأصل في الأشياء صلة الرحم والتواصل المعنوي وإن كان هناك فرصة أو إمكانية لدعم الآخر بتقدير أو عيدية مالية كان به”، مستدركًا بالقول: “لكن علينا أن لا نقف على هذه الأبعاد الحساسة، ونقول أيضًا إنّ هذه المناسبات الدورية بقدسيتها تعمل على زيادة اللحمة الاجتماعية وعودتنا من القيم الفردية إلى القيم الجماعية التي نشعر كلما أصيب أو مرض عضو تداعينا له جميعًا”.

وختم محادين تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: إنّ القيم الإنسانية عابرة للأموال وعابرة للجغرافيا ولكنها جامعة للقيم الجميلة للأعياد الدينية من منظور إسلامي وإنساني، ولذلك علينا أن نذكر بأنه يمكننا أن نؤدي واجباتنا في العيد كما يجب، وأن نقبل بما هو محدود، ولكن القيمة العليا التي نسعى إلى تعميقها في هذه الظروف الصعبة هي قيمة التآزر والتساند بكل ما يحمل هذا المفهوم من دلالة قيمية تتقدم على المعاني المادية المجردة كما أرى.

محادين لـ “البوصلة”: هكذا علينا قراءة العيد بكلّ معانيه النبيلة والسامية

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: