الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (277)
يقول صاحبنا الذي ابتلي بالكورونا ابتلاءًا شديدًا ونجا منها بحول ربه: كنت أستحث الأنفاس أن تدخل صدري، فقد كنت أتنفس من ثقب إبرة!!، ومرت عليّ لحظات آلام كأنها أعوام، وكم تمنيت على الله أن يعيد لي بعض عافيتي بمقدار ما أستسمح والدي وأهلي.
وبقدر ما أكتب وصيتي، وأغرف من كتاب الله ومن السجود غرفا يشبع نهمي، ويثقل ميزاني، ويجبر بعض تقصيري، كم بكيت والمحيطون بي من أهل التمريض والطب يخالونني أبكي ألما بينما كنت أبكي ندما!! وهأنذا حر طليق أتنفس كيفما أشاء، وأتكلم كيفما أشاء، وأتعبد كيفما أشاء…وأسأل الله الوفاء بما عاهدته، لكن لا أخفيك سرا…
لو لم أخرج من هذه المحنة إلّا بانكسار القلب لرب الناس، ومعرفتي قيمة الأنفاس، واحتقاري لأمور كنت أظنها عظيمة، وتعظيمي لأمور كنت أظنها يسيرة لكفى!!
ثم تنهد طويلا وقال: سبحان من يقوي إيماننا بشدة ضعفنا…ومن يعيدنا إليه بالمرض… لنصلح ما فسد من أمرنا…الابتلاء الشديد، حياة جديدة لمن يجيد قراءة الرسائل عن الله.
ربيع القلب
كان النبي ﷺ يدعو الله أن يجعل القرآن ربيع قلبه،ووجه الشبه واضح ، فالربيع موسم إحياء الأرض بعد جدب، والقرآن يحيي القلب من القسوة والموت.
الربيع تظهر به آثار رحمة الله، والقرآن تظهر به آثار الإيمان ومعرفة الله. فهنيئا لمن استجاب الله منه هذا الدعاء.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا اللهم اجعل القرآن حجة لنا ولا تجعله حجة علينا اللهم اجعلنا ممن يقرؤه فيرقى ولا تجعلنا ممن يقرؤه فيزل ويشقى اللهم ارزقنا بكل حرف من القرآن حلاوة وبكل كلمة كرامة وبكل أية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جزء جزاءا اللـهم ذكرنـا مـنـه ما نَسيـنا وعلمنا منه ما جهـلنا
قول الحق
لا تصمت عن قول الحق، فعندما تضع لجاما على فمك، سيضعون سرجا على ظهرك.