من فقهِ برِّ الوالدين

من فقهِ برِّ الوالدين

الدكتور (عبدالحميد القضاة رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (224)

  • كثير من الأبناء يحاولون برّ والديهم، ولكنّهم يفتقدون فقه برّهم في أمور لطيفة يسيرة، لكنها للطفها قد تغيب عن أذهان الكثيرين بحكم الاعتياد على خلافها، ومن ذلك.
  • النهي عن مجادلة الأب ومغالبته بالحجة؛ وقد قيل: الحجة على الوالدين عقوق، يعني الانتصار عليهما في الكلام، ومن فقه البر: أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما؛ فذلك أبلغ وأكثر وقْعا وحماية لهما من ذل المنة.
  • حين يختارك الله ويصطفيك لتبرّ والديك، فلا يُفسدن الشيطان هذا الاصطفاء فيقول لك: وباقي إخوتك؟ ما دورهم؟ أين هم؟! ومن فقه البر: إذا جرحك أبواك بقول أو فعل؛ فاكظم غيظك، وإن انفطر قلبك؛ فإنهما سريعا الفيء والندم، واعلم أن حزنك يفطر قلبيهما مرتين.
  • ومن فقه البر أن تحدثهما بما يريدان لا بما تريد، وأشعرهما بأنك تحبهما وتسعد بخدمتهما؛ فالعامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت استخدامه!، وأن يَعْلَم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفساهما، وتكثر مطالبهما، ويقل صبرهما، “فلا تقل لهما أف”.

أخي المسلم لا تحزن

  • لما آل إليه حال الأمة حزنا يمنعك من العمل، لأن هذا الدين منصورٌ، لا يُحاربه أحد إلا أهلكه اللّه. فكسرى مُزّق مُلكه بتمزيق كتاب للرسول صلّى الله عليه وسلم. فكيف بمن يُريد أن يُطفئ نور اللّه ويُبدّل شريعته؟!،‏”يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”. لا القرآن سيخبو، ولا الحجاب سيُخلع، ولا الأذان سيسكت.
  • ولا الجهاد سيتوقف، فقافلة الإسلام سائرة، من ركبَ فيها وصل، ومن تخلّف عنها تاه. والرسول يبشرنا بقوله: لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ  بيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ”.

أمران يرفعان البلاء

  • أمران لا يدومان في الإنسان، شبابه وقوته، وأمران ينفعان كل إنسان، حُسن الخلق وسماحة النفس. وأمران يرفعان من شأن الإنسان، التواضع وقضاء حوائج الناس. وأمران يرفعان البلاء الصدقة وصلة الأرحام، أكرمكم الله بكل هذه الصفات الكريمة.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: