نشرة فاعتبروا (257)
كتبها الدكتور عبدالحميد القضاة – رحمه الله –
رسالة إلى كل أخٍ مربٍّ وصاحب مسؤولية في تربية الشباب: كن لهم الحضن الدافئ والصدر الواسع، والقلب الرقيق، واليد الحانية، والعين الراعية، والعقل الراجح.
يحتاجون لمن يتبسم في وجوهم، ومن يدفعهم إلى تكرار المحاولة إذا فشلوا، ويأخذ بأيديهم إذا زلّوا، ويبشرهم إذا يئسوا، ويطمئنهم إذا قلقوا، ويصبرهم إذا استعجلوا. كن ممن يُرْشِد في رفق، ويُعِلم في لين، وينصح في حب، ويدعو في حكمة، ويربي في رحمة.
كن ممن يجمع القلوب تجاه الغاية، ويدفع الجهود نحو الهدف، وممن يخرج من حظ نفسه، ومن لا يضخم ذاته، كن ممن يكتشف المواهب، ويرعاها وينميها، لا من يقتلها ويدفنها، وممن يعرف الطاقات، ويفجرها ويوظفها، لا من يعطلها ويخمدها.
كن ممن يمهد لهم الطريق إذا تعثروا، وينير السبيل إذا أظلم، ويحدد لهم الهدف إذا تحيروا، ويحركهم إذا توقفوا، ويحمسهم إذا فتروا، ويشجعهم إذا جبنوا، ويدفعهم إذا قعدوا، يحتاجون إلى مربٍ متجدد في آرائه وأفكاره، ومبدع في أعماله وأفعاله، صاحب نظرة كلية إلى العمل لا يغلب جانب على جانب، بل يعطي كل جانب حقه من الرعاية والاهتمام.
يحتاجون بعد الله تعالى إلى ركن يُركن إليه، وعماد يُعتمد عليه، وملاذ يلوذون به، فبادر أنت أيها الأخ ولا تتأخر، فكل من حولك ينتظرونك. وابدأ بنفسك لتكون ذلك الأمل المنشود.
ومضة!!
- أنْ لا تُحبّ فلانًا، أوْ لا ترتاحَ لعلان، فهذا شأنُك! أمّا أنْ تجعلَ عدم حُبّك له، سببًا في إساءة الظنّ به، أو التجنّي عليه، فهذا من التّعَدّي والعُدوان الذي حرمه الله !
- قال رجل لصاحبه: إنّ قلبي لا يرتاحُ لفلان! فرد عليه: ولا أنا! … ولكنْ ما يُدريك، لعلّ الله طَمَسَ على قلوبنا فأصبحنا لا نُحِبُّ الصالحين !!
شيئان يحددان من أنت؟!!
- صبرك،عندما لاتملك شيء … وأخلاقك، عندما تملك كل شيء.
- أنت رائع حين تتجاهل من يسيء إليك .. وكريم حين تخفف من أحزان غيرك.
- ولطيف حين تهتم بمن حولك… وجميل عندما تبتسم مهما كانت الظروف.
- وكلما اشتدت الأزمات قرب الفرج بإذن الله… اجعلوا الثقة بالله كبيرة ولن يخيبكم. واصنع الجميل مع الآخرين وانساه… سنرحل ويبقى الأثر.
(البوصلة)
