بقلم المرحوم الدكتور عبدالحميد القضاة
لا تنتظر نجاحًا بلا عمل
أن الله قادرٌعلى كل شيء، إلّا أنّه أمرنا أن نأخذ بالأسباب ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وقال في محكم التنزيل: “وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا”، والرسول يأمرنا بقوله: “اعقل وتوكل”.
لابد من الأخذ رغم بالأسباب المستطاعة مهما كانت ضعيفة، حتى المعجزات، قرنها الله بالعمل.
أمر موسى عليه السلام فقال: “اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ، فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ”.
أمر سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام فقال: “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنِا وَوَحْيِنَا”.
وأمر سيدنا موسى عليه السلام فقال: “وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ”.
وأمر مريم البتول رغم آلامها فقال: “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”.
فلا تنتظر نجاحًا بدون عمل، ولكن بذل السبب مهما كان ضعيفا، مع الاعتماد على المُسبب.
سيئون ولكن لا يشعرون!
- معظم السيئين لا يشعرون أنهم سيئون، فالبخيلُ يرى أنّه مقتصدٌ، والوقحُ يرى أنّه صريحٌ، والنمامُ يرى أنّه ناصحٌ، والمغرورُ يرى أنه واثقٌ من نفسه،”قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.
من هو الكنود؟
- الكنود هو الذي يعدُ المصائب وينسى نعم الله عليه. أحدُ السلفِ كان أقرعَ الرأسِ أبرصَ البدنِ أعمى العينين مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا ممن خلق وفضلني تفضيلا، فمرّ به رجلٌ فقال له: مما عافاك؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول، فمما عافاك؟، فقال: ويحك يا رجل، جعل لي لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكراً وبدنًا على البلاء صابرًا،”إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ”.