هل تعلم؟!.. حيتان البحر (شاهد)

هل تعلم؟!.. حيتان البحر (شاهد)

عبد الحميد القضاة - هل تعلم

يقول الدكتور عبد الحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة بأن لله مخلوقات لا تُحصى بثها في البر والبحر؟، وهل تعلم أنه رغم التقدم العلمي وشغف العلماء بالبحث والتنقيب إلا أنهم لا يُحيطون بجميعها علما؟،فلا يعرف كل أنواعها وكامل أعدادها إلا الله جلت قدرته؟، وهل تعلم أن مخلوقاته في البحر أكثر مما هي في البر؟،فقد ورد في الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “خلق الله تعالى ألف أمة، ستمائة في البحر وأربع مائة في البر، وأول شيء من هذه الأمم هلاكا الجراد، فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذا قُطع سلكه”،وفي عهد المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وقعت أكثر من رحلة صادف فيها الصحابة مخلوقات عجيبة، يتساءل المرء عن طبيعتها وهويتها ،ومن هذه المخلوقات الغريبة الحوت الضخم الذي رأه الصحابي الجليل جابر بن عبدالله.

      فحسب ما رواه جابر بنفسه قال: “بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيراً لقريش، وزودنا جراباً من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرةً تمرة، فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله، قال: وانطلقنا في ساحل البحر، فرأينا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هو دابة من دواب البحر ، فقال أبو عبيدة : ميتة. ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهراً من الجوع نأكل منها ونحن ثلاثمائة حتى سمنا، قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه الدهن بالقلال، ونقتطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور، ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها.

        وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، فقال: هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله”.
       إن ضخامة ذلك الحوت العجيبة تذكرنا بحوت أمسك به الصيادون في شواطىء أمريكا الجنوبية، وقد وثّق العلماء قياساته فكان طوله 40 مترا ،(وهو ما يساوي عمارة بارتفاع 10طوابق) ووزنه 170طناً (وهو ما يعادل وزن 2300إنسان) ووليد الحوت الصغير يبلغ طوله عند ولادته سبعة أمتار ويتضاعف وزنه يوميا خلال السنة الأولى بأكثر من 90 كيلوجراما في اليوم. وحين يصل سن البلوغ يبلغ حجمه لدرجة أن فيلا ضخما يمكنه الدخول بين فكيه، وبسبب حجمه الهائل – ودورته الدموية الطويلة – ينبض قلبه تسع مرات في الدقيقة في حين يبلغ حجم القلب نفسه حجم حافلة صغيرة.

كل هذه المواصفات الهائلة تجعل من الحوت الأزرق المخلوق الوحيد المرشح للتطابق مع الدابة التي وجدها جابر بن عبدالله على ساحل البحر.. فالحوت الأزرق هو الوحيد الذي يمكن اغتراف الدهن من وقب عينيه بالقلال ، والوحيد الذي يتسع محجر عينه لثلاثة عشر رجلا ، والوحيد الذي يبدو من بعيد ك “الكثيب” حين تغطيه رمال الشاطئ، فسبحانك ربي ما أعظم خلقك،وما أكثر جندك برا وبحرا،حيث جعلت هذه الحيتان الضخمة تسبح بحمدك، وتدعو لمن يُعلم الناس الخير،حيث قال  رسولنا الكريم “إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ”،صلى الله عليك يا علم الهدى ومعلم الناس الخير.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: