خبيرة تربوية: هذا المعلِّمُ الذي نريده للارتقاء بالعملية التعليمية

خبيرة تربوية: هذا المعلِّمُ الذي نريده للارتقاء بالعملية التعليمية

عمّان – البوصلة

أكدت الخبيرة التربوية بشرى عربيات أنّه “ممَّا لا شَكِّ فيه أن المعلم يعتبر من أهم الركائز الأساسية للعملية التعليمية، ومن أهمّ أركانها الثلاثة، هذه الأركان تضمُّ التربية والمعلم والمنهاج، ناهيك عن أهمية تدريب المعلمين ليكونوا قادرين على أداء مهنة التعليم بكفاءةٍ واقتدار”.

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: إنّه مما لا شكَّ فيه أيضاً أن المعلم الذي نريد، هو أو هي، المعلم الذي يعمل على الارتقاء بالعملية التعليمية، من خلال الارتقاء بمستوى التفكير لدى الطلبة، ومن خلال القيام بواجب التعليم بأمانة، المعلم المربي والقائد في نفس الوقت، وربما يكونُ معلماً مرشداً أيضاً، لِمَ لا؟ إذا كان هذا الشخص يؤمن بقداسة مهنة التعليم والتربية قبل ذلك، فلماذا لا يقوم بتوجيه الطلبة وإرشادهم في كثير من الأمور التي تواجههم، إرشاداً إيجابياً بالتأكيد

واستدركت بالقول: لكن، مما لا شكَّ فيه أن المعلم الذي نريد لم يعد موجوداً على الساحة التربوية التعليمية، إلا في حالاتٍ نادرة جداً، فقد تراجع دور الكثير منهم كمعلمين بعد أن اختفى دورهم كتربويين، للأسف الشديد، ويبقى السؤال أو الأسئلة الأهم لماذا تراجع هذا الدور؟ وكيف تراجع؟

المستشارة بشرى عربيات: أهم الأسباب لهذا التراجع افتقار الكثير من المعلمين والمعلمات إلى مهارات الاتصال والتواصل مع الطلبة

وتابعت الخبيرة التربوية حديثها بالقول: بالنسبة للسؤال الأول، لماذا تراجع دور المعلم؟ هناك عدة أسباب، ولعلَّ من أهمها، التعيين العشوائي، والترفيع التلقائي، للمعلمين والمعلمات وليس للطلبة فذلك موضوع مختلف، إضافةً إلى التنفيع الاستثنائي، ذلك لأن هناك بعض الوعود في هذه الترفيعات والتنفيعات بعد عددٍ من سنوات التعليم ، فلماذا يبذلُ جهداً في العملية التعليمية، وكرسي المدير أو المساعد أو المشرف أو حتى كرسي مدير للتربية محجوزٌ لهم؟

 وأضافت بالقول: أيضاً نُدركُ جميعاً أن مخرجات التعليم العالي قد تراجعت ومنذ سنوات، لذلك فإنَّ من “تختارهُ مهنة التعليم”  بسبب عدم وجود وظيفة أخرى، كان وما زال عبئاً على العملية التعليمية، بل إنهم عبئاً على المجتمع بأكمله، لأن التعليم مهنة لا يدركُ معناها الكثير ممن هم على رأس عملهم للأسف الشديد.

ونوهت إلى أنّ من أهم الأسباب لهذا التراجع، ربما افتقار الكثير من المعلمين والمعلمات إلى مهارات الاتصال والتواصل مع الطلبة، بل ربما أصبح هذا التواصل مثل العالم الافتراضي!

وفي هذا السياق اقترحت الخبيرة التربوية “عقد دورات للمعلمين والمعلمات قبل التعيين في مجال مهارات الاتصال، لأن الشهادة الأكاديمية لا تكفي أبداً”.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية: لماذا تأخرت مدارسنا وجامعاتنا في تدريس مساق “التربية الإعلامية”؟

وواصلت عربيات تعداد الأسباب، بالقول: أضف إلى ذلك الرواتب الهزيلة، سواءً في القطاع الحكومي وفي العديد من المدارس الخاصة التي تختار – بعناية فائقة – المعلمين والمعلمات الذين يقبلون رواتب متدنيَّة ! لأنَّ الطلبة عند تلك المدارس مجرد رقم في سجلِّ الأرباح!!

كما نوهت إلى أنّه ربما يقول قائل، الراتب ليس حُجَّة في إضعاف دور المعلم، وأنا أوافق على ذلك، لأنَّ من يدرك أهمية العطاء والبركة في الرزق، قليلون، إضافة إلى التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار، لكن في نهاية المطاف هذا من أحد أسباب التراجع، ويستحق الاهتمام والمتابعة.

وتابعت حديثها بالقول: لكن كيف تراجع دور المعلم؟ هناك عدة أسباب، لعلَّ من أهمها الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، إذ أنشأَ العديد من المعلمين والمعلمات مع الطلبة، مجموعات على تطبيقات الهواتف الذكية، الأمر الذي أدى إلى ” ضعف ” دور المعلم المربي بسبب رفع الحواجز – بحجة كسب محبة الطلبة – وهذه حُجةٌ واهيةٌ بالتأكيد، لأنَّ الطالب يحبُّ ويحترم ولا ينسى من يأخذ بيده للتفوق والنجاح وبذلك فإن هذه الممارسات هزيلة وضعيفة، كالسَّراب الذي يحسبُه الظمآن ماءً!.

ولفتت إلى أنّه “في لحظة يستيقظ الطلبة من هذه الغفلة ليجدوا أنفسهم لا شيء، يكرهون ذلك المعلم أو تلك المعلمة لأنَّ الأساس ضعيف وهزيل”.

إقرأ أيضا: عن “فقر التعلُّم”.. عربيات: طال السكوت وعلينا إخراج التعليم من غرفة الإنعاش

وذكرت عربيا صنفا خطيرا على العملية التعليمية وصفتهم ببعض “المعلمين والمعلمات التجار”، قائلة إنّ هؤلاء الذين ينسخون الكتاب المدرسي في وريقات على شكل دوسيهات، يعملون على بيعها للطلبة بحجة أنها أوضح! وقد رأيتُ الكثير منها ومنذ سنوات ولجميع المراحل، فقد بدأت هذه القصة للتوجيهي منذ أعوام طويلة، لكنها منتشرة بشكلٍ مقلق للمراحل الأساسية الدنيا والعليا، ولو قمت بقراءة هذه الدوسيهات مع مقارنتها بالكتاب، لوجدتَ نسخة من كتاب الوزارة، حتى الصُّور المختارة في هذه الدوسيهات منتقاة من الكتب المدرسية، كلّ ذلك مقابل ثمنٍ بخس لا يرقى بالعملية التعليمية.

وختمت عربيات، بالقول: إنّ ما تحدثنا عنه في هذا السِّياق هو غيضٌ من فيضٍ، فالموضوع كبير ومقلق وخطير، لأنه إذا لم يتوفر المعلم المخلص الذي يؤمن بشَرَف مهنة التعليم سوف يكون ” مِعوَلاً ” يهدم التعليم والعملية التعليمية، وبالتالي سوف يعمل على تراجع مستوى الطلبة التربوي والأكاديمي والنفسي، وللحديث بقية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: