بانوراما 2021.. تشرذم وفشل عربي وصمت إزاء انتهاكات الاحتلال للمقدسات

بانوراما 2021.. تشرذم وفشل عربي وصمت إزاء انتهاكات الاحتلال للمقدسات

خاص – البوصلة

عاش العالم خلال العام 2021 أحداثًا بارزة ومهمّة عربيًا ودوليًا ستبقى منقوشة في ذاكرة العالم لما تركته من أثرٍ بالغ.

وشهدت ساحات عربية عدة حالات من الفشل السياسي الذريع واستمرار الفوضى والاقتتال الداخلي، وبقي الدم العربي رخيصًا يراق في كل الساحات ولا بواكي له.

المشهد الفلسطيني..الانتهاكات بحق القدس وغزة مستمرة

شهد العام 2021 هجمة صهيونية قوية استهدفت القدس والمسجد الأقصى لم يسلم منها الشجر ولا الحجر ولا البشر في ظل استمرار حالة الصمت العربي.

كما شهد هجمة للاحتلال غير مسبوقة على قطاع غزة لولا أن المقاومة الفلسطينية في غزة وقيادتها حماس أوقفت عنجهية الاحتلال عند حده في معركة “سيف القدس” التي شكلت ردعًا قويًا للعدوّ على الرغم ما قدمه الفلسطينيون من شهداء ودمار للبنية التحتية بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لغزة وعلى مدار أيام عديدة.

إقرأ أيضًا: نوفل لـ “البوصلة”: قيادة الشعب الفلسطيني لمن يقاوم وليس لمن يغتال النشطاء
إقرأ أيضًا: وزير أسبق يطالب بتحركٍ رسميٍ وشعبيٍ عاجل لحماية القدس ويحذر من مخطط الاحتلال الأخطر

حالة الضعف العربي والفشل والخلافات مستمرة

استمرت حالة الضعف والتشرذم العربي خلال أحداث العام 2021، لا سيما مع استمرار الصراعات الداخلية والبينية، لكن العنوان الأبرز كان الفشل الداخلي في أكثر من دولة عربية.
فشهد السودان استمرار قتل المتظاهرين السلميين في الشوارع وانقلاب الجيش السوداني على الحكومة المدنية واستمرار حالة الصراع والفشل.

إقرأ أيضًا خبير عسكري لـ”البوصلة”: طالما الأيدي الصهيونية تعبث بالسودان لن يكون بخير

وشهدت ليبيا فشلاً آخر في الحوار على إجراء الانتخابات فيما بقيت الأزمة الليبية التي يدفع ثمنها المواطنون الليبيون مستمرة على الأرض، وسط فشل عالمي وعربي في جمع الأطراف المتصارعة؛ بل أكثر من ذلك تغذية الخلاف وإشعال فتيل الأزمة بين الفرقاء.

وفي الشق الإفريقي من العالم العربي صدم الرئيس التونسي قيس بن سعيّد العالم بالانقلاب على النموذج الديمقراطي الذي كان محل الإعجاب الكبير وضرب الأمثال، ليضع المشهد التونسي والربيع العربي في حلقة جديدة من مسلسل الانقلابات التي أطاحت بطموحات الشعوب العربية وأحلامها.

إقرأ أيضًا: هل تطبب تونس جراحها بنفسها أم تذهب للسيناريو الأسوأ؟

الصدمات العربية في إفريقيا لم تتوقف عند هذا الحد فشهد العام 2021 أزمة دبلوماسية عربية كبيرة بين المغرب والجزائر ليتم قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود بين البلدين.

وفي مصر والسودان جاءت أزمة “سد النهضة” مع أثيوبيا لتضع بلدين عربيين كبيرين بأزمة مياه وتعطيش خانقة، فيما بقيت التساؤلات الكبيرة عن عجز دولة كبيرة مثل مصر عن حماية مصالحها الاستراتيجية والوقوف بهذا الخوف والوجل أمام بلدٍ ضعيف مثل أثيوبيا تأكله مشاكله الداخلية، الأمر الذي يخفي خلفه أحجياتٍ ما زالت برسم الإجابة.

إقرأ أيضًا: خبير عسكري لـ “البوصلة”: موقف مصر من سد النهضة لا يليق بها وهذا السيناريو الأصح

وفي لبنان شهدنا فشلاً عربيًا بامتياز، ليقع لبنان أسيرًا لأطرافه السياسية المتناحرة التي ينحاز كل واحدٍ لأطراف عربية ودولية كانت تصب الزيت على نار لبنان المتأججة؛ بل أكثر من ذلك لم يسلم البلد العربي الذي يعاني أزمة اقتصادية وفشلاً كبيرًا من صراعٍ مع أشقائه العرب حيث نشبت أزمة خليجية لبنانية على بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.

إقرأ أيضًا: الأزمة السعودية اللبنانية تتصاعد.. خبير صراعات دولية لـ”البوصلة”: لن تكون سحابة صيف عابرة

وفي اليمن استمرت أزمة اليمنيين بأطرافهم السياسية جميعها كما استمرت أزمة التحالف العربي الذي فشل في إنهاء الحرب على اليمن وعمّق الأزمة الإنسانية فيها وأعاد اليمن لحالة من التخلف لعصور ما قبل التاريخ في أسوء أزمة غذائية وصحية يواجهها بلد في العالم.

أما الساحة العراقية فشهدت محاولة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي الأمر الذي أسهم بتعقيد المشهد السياسي العراقي الذي ما زال يعيش خلافات حادة على وقع الانتخابات الأخيرة ورفض نتائجها واتهام السلطات العراقية بتزويرها من قبل أطرافٍ عدة.


باحث في الشأن العراقي: لهذا السبب يسعون لاغتيال الكاظمي

هرولة رسمية عربية نحو التطبيع ورفضٌ شعبيٌ واسع

شهد العام 2021 هرولة عربية “غير مبررة” نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغارق في أزماته الداخلية.

ففي الوقت الذي عانت فيه الأطراف السياسية المتناحرة في دولة الاحتلال من إخراج المشهد من حالة الفشل المسيطرة عليه والذهاب لعدد من الانتخابات المتتالية التي كانت تفرز نتيجة الفشل ذاتها؛ أخذت دولٌ عربية من المغرب ودول الخليج العربي على عاتقها إلقاء طوق النجاة لحكومة الاحتلال الجديدة التي كانت ستغرق في “شبر ماء”.

لكنّ الشعوب العربية الحيّة أثبتت أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال وإن قاده السياسيون فإنه لن يمر شعبيًا؛ بل أكثر من ذلك فقد عاقب الشعب المغربي حزب العدالة صاحب التوجهات الإسلامية على إقدامه على توقيع اتفاق تطبيع مع الاحتلال وأخرجه من المشهد السياسي كصاحب أغلبية سابقة إلى مصاف الحزب الأقل حصولا على الأصوات.

إقرأ أيضًا: ذكرى “الوعد المشؤوم”.. المشروع الصهيوني بأزمة و”وعد المقاومة” بالتحرير ليس بعيدًا

الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة

شهد العالم العربي “لحظة فرح” وإن كانت رياضية بطابعٍ سياسيٍ حيث جمعت كأس العرب التي استضافتها قطر الفرقاء العرب على لعبة “الكرة المستديرة”.
وأيقظت أغنية الافتتاح لكأس العرب في قطر أحلام وأماني الشعوب العربية بالتوحد، حيث غنّى العرب سويًا أناشيدهم الوطنية التي تعلي من شأن الوحدة والمقاومة والعزة والكرامة أمام الاحتلال والمعتدين، وأعادت ومن خلال الكرة المستديرة آمالاً بعودة نبض الشارع العربي الرسمي والشعبي نحو قضيته الأم قضية فلسطين حيث رفعت أعلامها من الجميع وردد نشيدها العرب جميعًا بطريقة حميمة وتفاعلٍ كبيرٍ.

المصالحة الخليجية تضيء شمعة في نهاية النفق

بعد أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة الخليجية، وخلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي في كانون الثاني/يناير2021 ، بمدينة العلا السعودية بمشاركة أمير دولة قطر، عادت العلاقات الكاملة بين دول الخليج والدوحة بما في ذلك الرحلات الجوية.

أم الديمقراطية أمريكا تشغلها “فوضى” الانتخابات الرئاسية

لم يترك دونالد ترامب سعادة الأمريكيين بإسقاطه من رئاسة أمريكا تمرّ مرور الكرام قبل أن يشعل أنصاره الرافضين لنتائج الانتخابات حريقًا ما زالت آثاره ترعب الأمريكيين، حينما اقتحموا مبنى الكابيتول وعاثوا فيه خرابًا.

حزم ترامب أمتعته من البيت الأبيض، وانتقلت جولة الصراع إلى أروقة القضاء والمحاكم، لكنّه ما زال حاضرًا في المشهد ويعدّ العدّة لعودة جديدة وخوض الرئاسيات مع استمرار استثماره للحالة الشعبوية والتمييز العنصري لصالحه من خلال مهاجمة الأقليات والملونين في أمريكا ووضع العراقيل في وجههم لتعود لأمريكا مخاوف الصراعات والتمييز على أساس اللون والعرق.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الأزمة الداخلية الأمريكية انعكست على سياستها الخارجية حيث شهد العام 2021 انكفاء أمريكيا وانسحابًا وهزائم مدوية في ساحاتٍ عدة وعلى رأسها “أفغانستان”.

إقرأ أيضًا: خبير إستراتيجي لـ “البوصلة”: هزيمة المشروع الأمريكي بأفغانستان ستطيح بها من زعامة العالم

توقف الملاحة بقناة السويس

شهد العام 2021 حدثًا لافتًا بعد إغلاق قناة السويس أمام الملاحة لعدة أيام بعد جنوح سفينة ضخة أدت لإغلاق مجرى القناة لعدة أيام، الأمر الذي تسبب بخسائر عالمية كبيرة جدًا.
وأدى جنوح سفينة حاويات ضخمة في قناة السويس،إلى توقف الملاحة في هذا الشريان الدولي، وحدوث زحام في البحرين المتوسط والأحمر.
وذكرت شركة “إفرجرين مارين” التايوانية في بيان، أن جنوح سفينة الحاويات يرجع على الأرجح إلى هبوب رياح قوية مفاجئة.

فرنسا: تضييق على المسلمين وحملات مقاطعة نصرة للنبي محمد

تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي، الجمعة، إضافة بند إلى مشروع قانون “مكافحة الانفصالية” المثير للجدل، يُمنع بموجبه إصدار أو تجديد تصاريح الإقامة للأجانب المعارضين صراحة “مبادئ الجمهورية”.
ولم يتوقف الأمر عند استمرار حالة الإسلاموفوبيا في الشارع الفرنسي، بل شهد العام 2021 إساءة فرنسية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم الأمر الذي دفع العالم العربي لإعلان حملات مقاطعة للبضائع والمنتوجات الفرنسية كبد فرنسا خسائر بالمليارات، الأمر الذي دفع ماكرون للاستنجاد بالحكومات العربية والساسة العرب لمساعدته على التخفيف من حدة هذه الحملات.


إقرأ أيضًا: “العمل الإسلامي” يدعو الحكومة الفرنسية للتراجع عن قراراتها التعسفية ضد المسلمين

إقرأ أيضًأ: هل يوقف “سلاح المقاطعة” مراهقة ماكرون ويجبره على الاعتذار للمسلمين؟

فيضانات أوروبا: دمار ومعاناة مع ارتفاع حصيلة القتلى

ضربت فيضانات مدمرة سقط فيها مئات القتلى بعدة مناطق غربي أوروبا في ألمانيا وبلجيكا وكذلك في أمريكا، بعد أيام من الأمطار المتواصلة التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار.

استهداف المسلمين بعدد من بقاع العالم

واستمر استهداف المسلمين خلال العام 2021 بجرائم يندى لها جبين الإنسانية في كثير من الساحات وعلى رأسها ميانمار وأقلية الأيغور في الصين، فيما استمر التحريض على مسلمي الهند وقتلهم دون أن يحرك العالم ساكنًا.

“العمل الإسلامي” يطالب بتحرك دولي لوقف الجرائم بحق مسلمي الهند

الليرة التركية وتفكيك خلية الموساد

شهدت تركيا خلال العام 2021 أحداثًا بارزة ومهمة، فمن بين المعارك الكبيرة والكثيرة التي تقودها تركيا بدأت مظاهر انتصارها في المعركة الاقتصادية الأهم على “الليرة التركية” في حرب معلنة أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على “الربا” ومن يسعون لزيادة أموالهم من خلال “أسعار الفائدة” المرتفعة، ومن أسعارٍ قاربت الـ 19 ليرة تركية مقابل الدولار، عادت الليرة التركية لتستقر مرة أخرى وتصل لأسعارٍ معقولة بعد أن أعلن أردوغان عن خطة اقتصادية وأدواتٍ جديدة شجعت الشعب التركي على الإقبال على الليرة التركية وإعادة القوة لها.

كما شهدت الساحة التركية حدثًا مهمّا وكبيرًا حينما استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيك “خلية للموساد” الإسرائيلي مكونة من 16 شخصًا تستهدف العرب والفلسطينيين المقيمين على أرض تركيا.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: